19 سبتمبر 2025
تسجيلهناك حاجة ماسة لدى كثيرين، ومن واقع تجارب ومعاملات حياتية كثيرة عايشها كثيرون منا، تتمثل في تعلم أدبيات النقاش والارتقاء به وأهمية تبادل الآراء ليكون الهدف هو الصالح العام، وليس تحويل النقاش إلى حرب آراء دون النظر إلى الفوائد المرجوة من تلكم النقاشات.. حيث يعمل كل صاحب رأي على أن ينتصر رأيه ولو جانبه الصواب والحق.. بمعنى آخر، يريد أن ينتصر لنفسه ولو على حساب المصلحة العامة. من المهم أن ندرك ونحن في ساحات نقاش مستمرة ومتنوعة، سواء كانت واقعية أم افتراضية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أنه ليس في اختلاف الآراء شيء معيب، بل إنه الأمر الطبيعي بين البشر، نظراً لاختلافهم أساساً في أشياء أخرى كثيرة.. وهذا الاختلاف في الرأي مطلوب في كثير من أمور حياتنا، بما فيها الدينية من تلك التي لم يأت نص صريح واضح بشأنها. لكن الحاصل اليوم أن النقاشات في كثير من الأحيان وللأسف، تتحول سريعاً إلى جدال عقيم ومراء لا يفيد، وغالباً ما تكون سبباً في مشاحنات واحتقانات يتركها المهزوم في نفسه، انتظاراً ليوم آخر قريب، لا ليتبع الحق، بل ليرد الصاع صاعين، بل إن استطاع أن يكون الرد بأكثر من صاعين فلن يتردد مطلقاً. أرى أن السبب في ذلك السلوك، هو فقدان البعض لما تمكن تسميته بالمساحة أو الهامش المطلوب لقبول الرأي الآخر.. هذه المساحة مفقودة تماماً، حيث تجده لا يستسيغ الآخرين في مخالفة رأيه بسبب ضيق صدره وقصر نظره ونفسه الملولة.. إضافة إلى تجذّر ثقافة الإلغاء أو الإقصاء عنده، التي ربما اكتسبها أو تعلمها أو مر بها في تجربة حياتية قاسية سابقة، تدفعه دوماً إلى إعادة تجسيدها مع الغير، حيث يجد في ذلك نوعاً من التنفيس عنده، حيث لا يجد طريقة مناسبة للتنفيس - حسب اعتقاده - سوى تطبيق فكرة الإلغاء أو الإقصاء أو قهر الخصم، كطريقة مناسبة للارتياح النفسي بعض الشيء واستشعار قيمته أمام الغير!! ألا تعتقد أنه بحاجة إلى علاج إنساني متدرج؟ سؤال للتفاكر والتأمل..