18 سبتمبر 2025
تسجيلقال صاحبي التربوي: نعني بعولمة نظم التربية في البلاد العربية، تعميم أنماط نظم التربية السائدة في الدول الغربية، وخصوصاً الأمريكية، على البلاد العربية بشتى الأساليب، فالوسائل الصريحة والضمنية، لجعلها نسخاً مكررة طبقاً لما هو سائد في الدول الرأسمالية الكبرى، نهجاً وأسلوباً، شكلاً ومضموناً كي تصبح آلية لتأسيس قواعد العولمة ونشرها، وحتى نغير إنتاج النظام الرأسمالي العالمي الجديد في البلاد العربية، وتشكيل شخصية المواطن العالمي المنتمي إلى المجتمع العالمي الجديد. قلت: ماذا يقصد بنظم التربية العربية؟ قال صاحبي: يقصد هنا بنظم التربية العربية: نظم التربية المدرسية والتربية اللامدرسية، حيث تمثل الأولى: في نظم التعليم النظامية وغير النظامية، التي نشأت وتطورت في عهد الاستعمار على غرار أنماط التعليم الغربية شكلاً ومحتوى، ومارست أدوارها لنشر فكر الحداثة، وصارت تملك البنية لنشر ما بعد الحداثة أو العولمة، على أساس أنها صارت تحاكي أنماط التعليم الغربي وتسير في ظله، وتأخذ من مستوى عملياتها وأساليبها ووسائلها، للحصول على مخرجات تواكب التحولات الاقتصادية والسياسية والثقافية، التي شكلتها العولمة في هذا المجتمع العربي أو ذاك من جهة وتواكب احتياجات المراكز الرأسمالية وعمليات انتشارها من جهة ثانية. أما التربية اللامدرسية، فهي الأوساط التربوية التي تدعم نظم التربية المدرسية، ومن بينها تقنيات الاتصالات والإعلام والمعلوماتية التي أصبحت تتصدر المؤسسات التربوية التقليدية المعروفة كالأسرة وجماعة الأقران، والمسجد، والمنظمات المهنية والسياسية... إلخ. إن نظام التعليم ومؤسساته، عند قيامها بالتعليم، تؤدي على المدى البعيد إلى تحقيق الأهداف التربوية، بمعنى أنها تعلم الناشئ، وباستمرار تعلمه، فإنه يتربى، وهنا فالتربية – كغاية نهائية للمؤسسة التعليمية – وبذلك فالتربية هي ناتج عملية التعليم والتعلم. وكون التربية وسيلة إعادة إنتاج الثقافة من خلال أبناء المجتمع ولاسيما الجدد، وهي أداة تشكيل شخصياتهم لإدماجهم في ثقافة مجتمعهم، فإن العولمة: تركز جل اهتمامها على التربية لتشكيل شخصيات النشء والشباب، كونهم يشكلون القطاع الكبير من سكان المجتمعات العربية، ولم يتحصنوا بعد بالثقافة الوطنية وبالتالي استحلاب فكرهم وتشكيل وعيهم في ظل العولمة، لذلك تسارع الخطى نحوهم لاختراق الثقافات الوطنية وإعداد مستهلكي المستقبل.