18 سبتمبر 2025
تسجيلأتمنى من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عمل احصائية عشوائية على عدد من مساجد الدولة المنتشرة في أنحاء الدولة، تقوم من خلالها بقياس أعداد المصلين في تلك المساجد أثناء أيام شهر رمضان المبارك وبعده. صحيح أنه بالعين المجردة يمكننا ملاحظة الفرق الواضح بين أعداد المصلين في مساجدنا خلال أيام الشهر الفضيل وبعده، إلا أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تحليل علمي، ومن ثم العمل على حث وتشجيع الجميع على مواصلة العبادة بوسائلها المختلفة طيلة أيام العام، فالعبادة ليست مختزلة في شهر رمضان، حتى وإن كان هذا الشهر هو أعظم شهور السنة. في خطبة الجمعة الماضية، الذي صادف ثاني أيام عيد الفطر السعيد، وقف خطيب مسجد الشيخ محمد بن صالح العثيمين بالوكرة، مذكرا المصلين بأعمالنا خلال شهر رمضان الذي رحل عنا منذ قليل. وهذا ما فعله غيره من خطبائنا وشيوخنا الأفاضل في مساجد الدولة الأخرى، ولاشك أنه قد سار على نفس المنوال أيضا خطباء الجمعة في الدول العربية والإسلامية الأخرى. فالصوم لا ينتهي، والقرآن لا يهجر، والمسجد لا يترك بمجرد انتهاء رمضان. إن شهر رمضان يكشف عن جوانب الخير الكثيرة في النفس البشرية، حتى الانسان المقصر في عبادته تجده مقبلا على الطاعة، ومؤديا لصلواته كلها في المسجد، وقارئا للقرآن الكريم، وجوادا كريما منفقا على أعمال الخير والصدقات، وداعما لأعمال ومشاريع المؤسسات الخيرية، وإذا ما تيسر له لا يتردد في أداء العمرة التي تعدل الحجة في الثواب في رمضان، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لامرأة من الأنصار "عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي". ما استطعت أنا وأنت أن نفعله في أيام شهر رمضان، نستطيع أن نأتي بمثله في غيره من أيام العام.. فلنكن ربانين ولا نكن رمضانين.