13 سبتمبر 2025

تسجيل

النظام الأخلاقي

12 يوليو 2024

الأمانة أحد الأعمدة الرئيسة للنظام الأخلاقي في الإسلام، ولأهميتها ربط النبي صلى الله عليه وسلم بينها وبين الإيمان، وكان كثيرا ما يعلن عن ذلك في خطبه، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَلَّمَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: ” لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ [1]، وتتعدد أنواع الأمانات التي يجب على المسلم أداؤها، نجد إشارة لذلك في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27] إنّ للأمانة أثر طيّب وملموس على المجتمع ككل، ومن آثار الأمانة على المجتمع ما يأتي: الأمانة هي سبيل حفظ الدين، والأعراض، والأموال، وبها تُحفظ الأجسام وتُصان الأرواح. الأمانة هي الوسيلة التي تُحفظ بها المعارف والعلوم، وهي التي تؤدّي لنشر العدل من خلال حفظ الشهادة والقضاء عن العبث، والكذب، والتزوير حفظ النفس والجوارح واستخدامها فيما يرضي الله تعالى، والكف عن المعاصي. أداء الدين لصاحبه كاملاً، وعدم هضم حقّه أو الانتقاص منه. رد الودائع والأمانات لأهلها وعدم كتمانها. حفظُ الأسرار وكتمانها، وعدم البوح بها وإفشائها، وصدق الحديث. حفظ الأمانة، وحسن أدائها، دليل على صدق إيمان العبد، وخيانة الأمانة دليل على نفاق العبد، وبالأمانة تصان الأعراض، والأموال، والدماء، وجميع حقوق العباد، وبها تستقيم حال الناس مع الله عز وجل، لأنها تعم جميع وظائف الدين. إنَّ الناظر في شرائع الإسلام وتعاليمه يجد أنها جميعها إنما جاءت لمصلحة البشر وسعادة الناس، وتكوين مجتمع يسود فيه النظام، والمحبة، والتآلف، ومن أجلِّ وأعظم هذه الصفات والتعاليم التي حثَّ عليها الإسلام صفة الأمانة، وهي كنز من كنوز الدين، ودعامة رئيسة من دعائمه، بل أن الدين كله أمانة. وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسباب صيانة الأمة الإسلامية أداء الأمانة قال صلى الله عليه وسلم:» لا تزال أمتي بخير ما تحابوا وتهادوا وأدوا الأمانة واجتنبوا الحرام وأقروا الضيف وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين». وعندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وإذا سادت في المجتمع فإنها ستكون سببا لمزيد من الهدوء والسكينة. خيانة الأمانة كل من كان أمينا على مال فتملكه بسوء قصد، أو، حوله إلى منفعته الخاصة، أو استعمله أو تصرف فيه بسوء قصد استعمالا أو تصرفا يخالف مقتضى الأمانة أو سمح لأي شخص آخر بالقيام بشيء مما ذكر أو إخفاء الشيء دون علم صاحبه، والغدر بصاحب الامانة الذي يعتقد أن من ائتمنه سيحفظ أمانته. وهو خلق ذميم، ورذيلة خسيسة تنفر منها النفوس السليمة وأصحاب الضمائر وفي الأخير فالأخلاق مجموعة من التروس التي تعمل معًا في منظومة كبيرة تؤدي إلى سلوكيات حميدة ترفع من شأن الفرد، وكذلك ترفع من شأن المجتمع؛ لذا يجب عليك أن تتمسك بالأخلاق كلها، وتدعو إلى التمسك بالأخلاق كلها، وعلى رأسها خُلق الأمانة.