13 ديسمبر 2025
تسجيلميدان سباق، وأي سباق! إنه تشمير وتنافس، وهِمَّة وجد واجتهاد، واغتنام واستكثار، ومسارعة في مساحات الخير، وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، كل هذا وغيره في ميدان العشر من ذي الحجة. إنها مدرسة لتقوية الصلة بالله تعالى، ولتعزيز الأخلاق والصلة وبناء القيم، والكلمة الطيبة، فأيامها قليلة، ولكن الأعمال فيها كثيرة ومتنوعة، والتجارة فيها رابحة بإذن الله، قال الإمام ابن الجوزي، رحمه الله، في صيد الخاطر "واعلم أنك في ميدان سباق والأوقات تُنتَهب، فلا تَخلُد إلى الكسل، فما فاتَ ما فاتَ إلا بالكسل، ولا نالَ من نالَ إلا بالجد والعزم، وإن الهمة لتغلي في القلوب غليان ما في القدور". فجميلة هذه الأيام بما تحمله لنا من أفراح ومباهج ومساحات الخير ومشاهد الفأل، ومنارات الهداية، ومعالم الحق والبناء، فمن الوعي أن نستثمر أوقاتنا في هذه الأيام، فهي كفيلة بأن تؤهلنا إلى معالي الأمور، وتضبط حياتنا في قادم الأيام، وهي ختام السنة الهجرية، وما أجمل ختام هذه السنة بهذه الأيام!. فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا: وَلا الْجِهَادُ، قَالَ: وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيء". وحين نأتي ونستشعر هذه المعاني والدروس المستفادة وغيرها من هذه الأيام، نكون قد استفدنا من بلوغنا ومعايشتنا لهذه العشر، فلنأخذ حظنا وزادنا الوافر منها. ومن راعى حق هذه الأيام العشر وأعطاها حقها، وأقبل على ربه تعالى حق الإقبال صدقاً وابتغاء مرضاته لقي من ربه الكريم ما يرجوه، فما أعظمك من إله!. ولا تكن ممن "وما قعد من قعد إلا لدناءة الهمة وخساستها". امضِ أيها الموفق وارفع رأسك وافتخر، فأنت على المنهج الحق والطريق المستقيم، وتفاءل واستبشر بالعز والنصر، واعلم أن المستقبل للإسلام، وسترى ذلك بإذن الله في قادم أيامك - حفظك الله - وأيام هذه الأمة. "ومضة" إذا هبت رياح العشر فاغتنمها ((وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ))!. [email protected]