17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن الحظ وحده الذي وقف بوجه فرنسا البلد المستضيف لبطولة (يورو2016)، بل الغرور والرعونة وإهدار الفرص والعقدة التي ظن الفرنسيون أنها ستبقى طويلا ملازمة لخصمهم، حولت النهائي لدراما سينمائية شيقة ألهبت المشاعر، وأدمعت العيون تعاطفا مع الفريق الذي انتفض وأحدث انقلابا كرويا تخطيطيا بوجه المستضيف لإيقاف أفضليته سنوات!. لا أعلم بأي وصف أصف هذه البطولة عموما غير أنها بطولة (فك العقد)، فألمانيا فكت عقدة إيطاليا، وفرنسا فكت عقدة ألمانيا، والبرتغال فكت عقدة فرنسا، التي كانت منافسة لها بنصف النهائي النسختين اللتين فاز بهما الديوك!.البرتغال بقيت 40 سنة بدون فوز على فرنسا، كان آخرها ب75م بالمباراة الودية التي أقيمت بملعب بارك دي برانس، فرنسا لم تخسر آخر10 مباريات انتصرت ب9 وتعادلت بواحدة!.البرتغال لا تملك سجلا ذهبيا بهذه البطولة، حتى النهائي القاري لم تصله إلا مرة واحدة ب2004م وخسرته أمام اليونان1/0، فوز البرتغال بهذه النسخة على فرنسا وبين جمهورها حرمها الفوز الثالث أوروبيا بكأس الأمم، وبهذا أصبح البرتغال أول منتخب يقهر فرنسا على أرضها وبين جمهورها بالبطولات الكبرى ويلحق به الهزيمة!.جميعنا توقعنا الفوز لفرنسا بناء على معطيات كثيرة وتاريخيا، لكن هذه البطولة اتسمت بميزة (توقع غير المتوقع)، ففوز منتخب "السليساوية الملاحية" أفسد احتفالات الشانزليزية وباقي المعالم الفرنسية بقذيفة إيدير القاتلة!.ولا حظ بالمسألة فلكل مجتهد نصيب والمنتخب البرتغالي منذ البداية اشتغل على نفسه وقاتل مدربا ونجما أولا وباقي اللاعبين الذين تحرروا بالأخير من عقدة نجومية رونالدو، وأثبتوا أنفسهم بقتالية إثبات الذات، خروج الديوك تحول من نقمة لنعمة على هذا المنتخب وأعطى معنوية عالية لباقي نجومه ومدربه لعمل شيء بعيدا عن توقيع رونالدو، وللتأكيد على أن منتخب البرتغال ليس رونالدو وحده واستطاع فيرناندو سانتوس ضبط إيقاع اللعب بما يخدم منتخبه وإمكانيات لاعبيه!.عكس ديشامب المغرور الذي حرم رفع الكأس بعد فوز بلاده بها 84م و2000م مثله مثل الألماني فوغتس الذي حققها لاعبا ب72م ومدربا ب96م!. مدرب البرتغال كسب الرهان والتحدي وأخذ البطولة من فم الأسد على أرضه وبين جمهوره بطريقته المنطقية وبعقلانية اللعب المنظم الخططي، وتغلب على فريق رأس ماله اللعب الهجومي السريع!.البرتغال ليس رونالدو وحده بل فريناندور سانتوس عراب البطولة وبيبي وإيدير والحارس باتريسيو وباقي النجوم الملاحية السليساوية!. فرونالدو وبيبي حققا حلمهما بضم كأس أوروبا إلى جانب دوري أبطال أوروبا، الذي تحصلا عليه مع فريقهما الملكي ريال مدريد ومن أمام من؟! من أمام جريزمان الفرنسي نجم نجوم اتلتيكو بميلانو الإيطالية!مبروك للبرتغال وللفريق الذي يعطي كرة القدم مجالا للتحدث بطريقة تمتع الجمهور وتحظى باحترامه، كل شيء ممكن بكرة القدم، لكن الأهم ماذا تقدم أنت من أجل الممكن ليكون واقعا لا مجرد حلم!.