12 سبتمبر 2025
تسجيلتفتخر إذاعة قطر كمؤسسة إعلامية رائدة في منطقة الخليج بكوادرها القطرية والعربية التي ساهمت في تأسيسها منذ عام 1968 م وحتى الآن ، حيث ساهم كل من عمل فيها على مدار العقود الماضية في بناء هذه الاذاعة التي نعتز بها اليوم لكونها قامت على أكتاف أبنائها الذين تفانوا في خدمتها والارتقاء بها حتى وصلت الى المرحلة المتميزة التي نعيشها في الوقت الحالي. من الكوادر القطرية التي عملت في إذاعة قطر على مدى العقود الماضية المخرج ومهندس الصوت المرحوم بإذن الله تعالى علي محمد بدر السادة (1960 - 2016) الذي غيبه الموت بالأمس عن عمر ناهز (56)عاما قضاها بين جدران إذاعة قطر، مخلصا في عمله ووفيا لمؤسسته التي عمل فيها لسنوات طويلة ، وقد نزل خبر وفاته على الاعلاميين في قطر كالصاعقة ، حيث كانت وفاته بصورة مفاجئة ولم يكن يعاني من أي مرض ، ولكن هذا هو قضاء الله عزوجل الذي لا يعترض عليه أحد من عباده.عرف الفقيد بحبه للعمل الاذاعي ، كما كان محبوبا من بين زملائه ممن يعمل معه في انتاج وتقديم البرامج الاذاعية ، وعرف عنه أيضا أنه أحد أبرز العاملين الملتزمين في العمل بجانب حرصه الشديد على انجاز ما يطلب منه حتى ولو كان ذلك في احلك الظروف من الذكريات الجميلة التي أتذكرها عن فقيد الوسط الاعلامي في قطر انه كان أحد المخرجين البارزين في إذاعة قطر خاصة من خلال إخراجه لبعض البرامج التي كانت تقدم على مستوى اذاعات دول مجلس التعاون الخليجي وبخاصة أيام مؤتمرات قادة دول المجلس أو من خلال اذاعة صوت مجلس التعاون ، كما تشرفت بان كنت ضيفا على بعض الحلقات التسجيلية التي كان الفقيد يخرجها قبل سنوات ، مثل حلقة خاصة عن مجلس التعاون وحلقة أخرى عن فن الموال الشعبي في الخليج وكان من تقديم الاعلامية الكويتية (أمل عبدالله) ، بجانب بعض البرامج الاذاعية لنحبة من المذيعين بالاذاعة مثل : زهرة السيد ومحمود سالم وحازم طه ومحمد الجواهري وحمد العمري .. وغيرهم.يذكر أن علي السادة قد عمل في إذاعة قطر لسنوات تعدت العشرين عاما ، وحينها أخرج الكثير من البرامج الإذاعية حيث ترك بصمة واضحة في مجال الإخراج ، لاسيما البرامج ذات الطبيعة الوثائقية ، ومنها : برنامج « حدث في مثل هذا اليوم » الذي أخرجه لسنوات طويلة ، وبدأ تأثيره الإخراجي واضحا عبر الحلقات اليومية التي تميز في توثيقها من خلال المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية فأصبح واحدا من أهم البرامج اليومية بالإذاعة رغم فترته القصيرة وطبيعته الوثائقية للأحداث.يقول عنه رئيس وحدة النقل الخارجي بالإذاعة سابقا إبراهيم محمد: إن علي السادة كان صديقا وزميل المشوار الإذاعي ، الله يرحمه ويغفر له ومثواه روضة من رياض الجنة، عرفته إنساناً رائعاً بخلقه وطيبته ، ولازمني لسنوات طويلة في العمل الإذاعي صادقاً محباً مخلصاً لعمله متعاوناً مع الجميع.ويقول الفنان فيصل التميمي :لم يكن علي السادة رحمه الله إعلاميا ومخرجا إذاعيا فقط بل هو أعز الأصدقاء الذين تحبهم وتودهم وتريد دائما الجلوس معهم والتعامل معهم في كل شيء ، فلم أره يوماً غير مبتسم أو حزيناً، الابتسامة لم تفارقه أبدا ، هو هادئ الطباع يحاول دائما التقريب في وجهات النظر بين الناس يختار ألفاظه بعناية ودقة جدا كي لا يزعج أحدا ، راقي الأسلوب ، ولم يكن من المخرجين الغيورين فلم تكن الغيرة موجودة في طباعه وإنما كان غيورا على العمل وعلى إخراجه بصورة جيدة .وللأمانة اقول إن الفقيد علي السادة كان من العشاق والمحبين للتراث القطري والاصيل وبخاصة الشعر الشعبي القديم والمعبر عن اصالة هذا المجتمع ، حيث تواصل معي قبل أسابيع طالبا مني إحدى قصائد شاعر قطر الراحل محمد بن عبدالوهاب الفيحاني (1907 - 1939) ، وهذا دليل على حرصه لتوثيق شعر الفيحاني والاستماع لاشعاره القديمة التي لم يعد يهتم بها أحد.في الختام : نقدم العزاء لأسرة الفقيد ، ولأشقائه : يوسف وفيصل وأحمد وعبداللطيف وفواز ، ولصديقه المقرب منه الفنان عيسى الكبيسي الذي لازمه لسنوات طويلة خلال مشوار حياته الفنية. ** كلمة أخيرة : رحم الله الإعلامي القطري علي السادة الذي غاب عنا وهو في قمة عطائه وعنفوان شبابه ، و"إنا لله وإنا إليه راجعون" ، هم السابقون ونحن اللاحقون.