19 سبتمبر 2025

تسجيل

عدوكم الأكبر

12 يوليو 2015

قال صاحبي: أيها الشباب في حياتكم شيء أساسي هو أن تعرفوا خصمكم الأكبر وعدوكم اللدود حتى توجهوا كل جهودكم من أجل مقاومته دون هوادة. قلت لصاحبي: من هو هذا العدو؟قال: إنه القصور الذاتي والضعف الشخصي، وأعني بالقصور الذاتي هنا عدم كفاية القدرات الذاتية للمرء أو عدم استثمارها على النحو الأمثل، كما أعني به ضعف إرادته على صعيد مقاومة رغباته وعلى صعيد قيامه بمسؤولياته، من السهل دائماً أن يجد الواحد منا شخصاً أو جهة أو ظرفاً أو حادثة.. يدعي أنه هو السبب في إخفاقه ومشكلاته، لكن ذلك كثيراً ما يكون غير موضوعي.وعلى الشباب أن يكونوا على ثقة أنه لا يستطيع أحد أن يؤذي أياً منهم بدون إذنه، وليكونوا على ثقة بأن الإنسان يظل قادراً على الإساءة إلى نفسه أكثر من أي شخص آخر وهذا الكلام ينطبق على الجماعات والشعوب.. القصور الذاتي يتجلى في العديد من الأمور، منها الآتي:أ – عدم وضوح الأهداف التي يسعى إليها المرء، حيث إن كثيراً من الشباب لا يعرفون ما يريدون، ولا يعرفون الشيء الذي سيشكل الفرق بين ما هم عليه اليوم، وبين ما سيكونون عليه بعد ثلاثين عاماً، هناك أمنيات وتطلعات، لكن ليست هناك أهداف واضحة مما لا يشجع صاحبه على العمل والعطاء وبذل الجهد.ب – الكسل وهبوط الهمة بسبب فتور الدافعية على العمل، ومن المهم أن نعرف أن للأعمال المضاعفة نتائج مضاعفة، وأن تضييع الوقت سدى وأداء الأعمال ببطء وخمول نتائجهما الرديئة لا تخفى على أحد.ج – تساهم الفوضى بحظ وافر في القصور الذاتي، فنحن – كما تعلمون – نعيش في عصر شديد التعقيد، كثير المتطلبات، ولذلك فلابد من تنظيم الشأن الفردي الشخصي وترتيب الأولويات، فعلى الشباب أن يلزموا أنفسهم بأداء شيء جيد على نحو يومي مثل المحافظة على الصلاة في جماعة وقراءة جزء من القرآن والوصول إلى مكان العمل في الوقت المحدد، وأداء خدمة تطوعية صغيرة، فهذا يحد من الفوضى في حياة الشباب.د – التسويف عدو مبين لأصحاب النفوس الكبيرة، ولقد سمعنا وقرأنا عن مضار التسويف، ورغم هذا فإن الكثيرين منا يعملون وفق المقولة الآتية: "كل شيء تستطيع إنجازه غداً فلا تنجزه اليوم". إن التسويف نوع من البطالة، ونوع من التهرب من أداء الواجبات وعواقبه كثيراً ما تتجلى في وقوع بعض الخسائر. إن الزمان لا ينتظر أحداً، ومن كان عاجزاً عن أداء عمل اليوم، فسيكون أشد عجزاً إذا اجتمعت واجبات اليوم والأمس، أوقدوا ضوء شمعة الإيمان في صدوركم، واتركوا نورها يضئ كل جوانب حياتكم، تخلصوا من الكسل والتسويف والفوضى والغموض.والله ولي التوفيق....