31 أكتوبر 2025

تسجيل

خمس سنين في مدينة النبي الأمين (25)

12 يوليو 2015

من النعم التي أنعم الله بها على في المدينة المنورة نعمة الصحبة المباركة الطيبة في الجامعة و غيرها فلا أنسى رفقاء لي ثلاثة في العلم وزملاء كانوا معنا من الفصل الأول وحتى تخرجنا من الجامعة سويا وهم فضيلة الشيخ حسيب الله بن محمد آجان الأفغاني و فضيلة الشيخ أحمد بن غلام السليماني المدني و فضيلة الشيخ عز الدين الأمين موسى السوداني. فقد كنا وإياهم نتذاكر العلم معا، و أحسبهم من الذين استفدت منهم أدبا و علما و دينا، فالشيخ حسيب هو الأول على الكلية وهو فقيه من الطراز الأول يستظهر بداية المجتهد ، و لا أبالغ، و هو مع هذا حنفي المذهب و لكنه يميل مع الدليل معظما للسنة و أهلها ، وهو صاحب مشاعر جياشة، فحينما سافرنا بعد التخرج أرسل لي رسالة عبر فيها عن حزنه على فراقنا و قد استشهد بالبيت الشهيرصبت علي مصيبة لو أنها صبت على الأيام عدنا ليالياو أما الشيخ أحمد بن غلام فهو محدث الفصل فهو يحفظ بلوغ المرام للحافظ ابن حجر و متون التوحيد، وتركته شرع في حفظ ألفية العراقي و لا أدري هل أتمها أم لا، كما كان مجتهدآ حريصآ على الجمع بين التعليم النظامي والتفوق فيه و بين العلم الأصيل على المشايخ الأجلاء و استمرت علاقتنا به إلى الآن و كذلك الشيخان حسيب و عز الدين و أذكر أن الشيخ أحمد صاحب رؤى صادقة تقع كفلق الصبح.و أما الشيخ عز الدين الأمين موسى فهو الفقيه و الداعية الرباني ويظهر ذلك في ملخصه الفقهي الذي كتبه من بداية المجتهد للطلبة و ذلك بناء على طلبنا كما أشار إلى ذلك في الملخص ، وقد درسنا عليه علم الفرائض، و ما زلت أذكر كلمته الأولى حينما قال هذا العلم سهل، فبدأ في الشرح، و قد فتح الله عليَّ في هذا العلم أثناء وجودي بالجامعة حتى أني في الفصل الأخير للفرائض حصلت على العلامة الكاملة و ذلك بفتح من الله علي ، وقد استمرت العلاقة بيننا بعد التخرج فقد أجبت دعوته لي لزيارة السودان صحبة الشيخ عبدالعزيز فزرتها بدعوة رسمية من رئيس أنصار السنة الأسبق الشيخ أبوزيد رحمه الله و بترتيب من الشيخ عز الدين و الشيخ متوكل أزهري جزاهما الله عني خيرآ