14 سبتمبر 2025

تسجيل

الرحلة القطرية إلى الديار المغربية "3"

12 يوليو 2013

توقف بنا الحديث في المقال السابق عن طعام أهل المغرب حيث دلنا السائق لأحد أفضل المطاعم في العاصمة الإقتصادية "الدار البيضاء" ، وعند وصولنا للمطعم الذي يطل على ساحل المحيط الأطلسي ويأخذ تصميم البيوت المغربية بجلسات أندلسية تعيدك إلى تذكر مجد المسلمين الذي بنوه في أرض الأندلس ـ اسبانيا ـ . ويلاحظ تأثر المغاربة بحضارة الأندلس بجميع جوانبها العمرانية والعلمية يبرز ذلك جليا في نمط العمران وحياة الناس. ويعود بنا السياق إلى مطعمنا الذي تناولنا فيه أول وجبة في المغرب حيث يستقبلك عند الباب مضيف بهندام مغربي بالطربوش، وأجلسنا مباشرة بمجلس بالطراز المغربي ، و بسبب عدم خبرتنا بأنوع أكلات المغاربة طلبنا من مضيف المطعم أن يختار أشهر أكلاتهم وأن تتم ضيافتنا بالطريقة المغاربية، فكان أول ما أحضر الشربة "الحريرة" وهي الحساء المغربي المشهور مع التمر "الدقلة" وبعض الحلوى "الشباكية"مع "السنبوسة" ويسمونها "بريوات"، وأخبرنا بأن هذه طريقتهم في الإفطار في رمضان قبل أداء الصلاة. كما قدموا لنا بعد ذلك وجبتهم الرئيسية وتتمثل في "أكلة الكسكس" باللحم ، وهي وجبة  الغداء للمغاربة كل يوم جمعة، ويشتهر بها أهل منطقة شمال إفريقيا بشكل ، وتتكون من دقيق القمح المفتول  ويسميه الغاربة "السميد" مع مرق بأنواع اللحوم المختلفة والخضار، ومن الغريب أنهم قد يضيفون بعض الفواكه المطبوخة كالبرقوق. ويشتهر المغاربة بوجبة "الطاجين" ويتم تقديمها في أواني فخارية خاصة "الطنجرة" تضفي نكهة ورح من التراث القديم. وللشاهي الأخضر "الأتاي" دور أساسي في الضيافة المغربية حيث لا تستمكل الجلسة إلا "بالإبريق" ومنه يصب الشاي  بطريقة خاصة بمسافة بعيدة نسبيا لأجل إحداث الرغوة. ومع أن طبيعة الأتاي تجعل منه منبها يمنع من النوم، إلا أننا بسبب إرهاق السفر توجهنا للنزل للنوم وأخذ قسط من الراحة.