15 سبتمبر 2025
تسجيلأحمد هاشم بن محمد عارف الآلوسي (Ahmet Haşim)، هو أحد الشعراء المشهورين في أواخر العهد العثماني والجمهورية التركية. ولد في بغداد عام 1887 من عائلة مثقفة وعلمية من جانبي الأم والأب، وجده هو أبو الثناء الآلوسي العالم المفسر الكبير. كان والده موظفًا حكوميًا في الولايات العربية في أواخر الدولة العثمانية. تسبب انتقاله مع والديه في انقطاع مسيرته التعليمية لكنه لم يتوقف عن القراءة والكتابة. بعد وفاة والدته الحبيبة، اضطر أحمد هاشم إلى الانتقال إلى إسطنبول حيث التحق بمدرسة التنموية التجريبية ثم مدرسة غالاطة-سراي السلطانية. تجدر الإشارة هنا إلى أن مدرسة غالاطة-سراي السلطانية أسستها الدولة العثمانية كبديل للمدارس الغربية من أجل توفير تعليم عالي الجودة للأطفال المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون في جميع الأراضي العثمانية بمنهج حديث وبأسلوب محافظ. بعد التخرج أصبح أحمد هاشم مسؤولاً في الشركة المسماة رجي إداره سي (Reji İdaresi) كانت شركة "رجي إداره سي" شركة أجنبية تأسست عام 1884 لجمع الديون العامة للسيطرة على أسواق القهوة والتبغ والملح. وفي الوقت نفسه واصل أحمد تعليمه في القانون ودرّس الأدب واللغة الفرنسية في مدرسة إزمير السلطانية. وخلال الحرب العالمية الأولى كان علمه يتطلب أن يتجول في العديد من الولايات في الأناضول. ثم قام بالتدريس في كلية الملكية التي تهدف إلى تخريج رجال دولة متعلمين جيدًا منذ العصر العثماني إلى اليوم. وقد توفي في سن 46 عامًا تاركًا اسمًا قويًا في دوائر الأدب. عندما جاء أحمد هاشم إلى إسطنبول مع والده في سن التاسعة، لم يكن يتحدث التركية بطلاقة ولكنه تعلمها بسرعة وحتى أنه غاص في الأدب والفنون بسرعة في السنوات التالية في غالاطة-سراي السلطاني. وهناك تعلم من علماء اللغة العربية الأقوياء مثل ذهني أفندي والفارسية من عجم فيضي والأدب من توفيق فكرت والآخرين. كما درس مع جيل من الكتاب والمفكرين المستقبليين في المدرسة أيضًا. نُشرت قصيدته الأولى المسماة خيال حبي في مجلة الأدب المسماة أدبيات مجموعة-سي عام 1901. نُشرت قصائده لاحقًا في كل مجلات الشعر المعروفة تقريبًا. هو لم يرد استخدام الأدب لأغراض سياسية أو لفرض حقيقة معينة على القارئ، بل ركز على الجوانب العاطفية واللفظية للشعر. في نظره، الشعر ليس وسيلة لإيصال الحقيقة أو سلطة قانونية. اللغة الشعرية عنده ليست للتفسير كما في النثر، بل للشعور بها. الشعر يقع بين الموسيقى والكلام، ولكنه أقرب إلى الموسيقى ويمتزج بالغموض. "تقطيع الشعر للعثور على معانيه يشبه قطع البلبل لأجل لحمه. المهم في الشعر ليس معنى الكلمات المستخدمة بل قيمتها في استخدامها داخل القصيدة". بالنسبة له، الفن ليس للفهم الشعبي بل لجمهوره الخاص. بصفته فنانًا، كان أحمد هاشم غير مبالٍ بالمشاكل الاجتماعية، وركزت قصائده على قضايا شخصية ونفسية مثل الحزن والوحدة والموت والحب. لهذا السبب، تعرض لانتقادات بسبب تجاهله للمشاكل الاجتماعية في زمانه. لذلك، لا يرى الحاجة إلى الوضوح والأفكار المحددة في القصائد. بل ينبغي أن تستمد القصيدة معناها من القارئ، حيث يفسرها وفقًا لقدراته وخلفيته الشخصية. يحب أحمد هاشم الانسجام في تعابير ومعاني قصائده. وعلى عكس شعره، فإن نثره أكثر وضوحًا ومباشرةً، حيث تناول فيه بعض القضايا الاجتماعية. هذا الكاتب العربي كان يجيد التركية والعربية والفارسية بطلاقة وساهم بشكل كبير في الشعر التركي، ويجب أن يكون معروفًا في العالم العربي أيضًا. أشهر قصيدة هي "الدرج" وبعض قصائده الأخرى تشمل الرغبة في نهاية اليوم" و"القرنفل" و"الشجرة" و"الغابة" و"المقدمة" و"اللمعان" و"البلبل" و"الحديقة". يعد أول كتاب شعري نُشر عام 1921، "ساعات البحيرة"، أهم أعمال أحمد هاشم. وكما هو الحال في الأدب العربي، كان يستخدم غروب الشمس والليل والظلام والحدائق في قصائده، مما يذكر بأصله العربي. على الرغم أنه قد عارض على ترجمة قصائده، إلا أننا حاولنا ترجمة قسمًا صغيرًا من قصيدته الأكثر شهرة والتي تحمل اسم "السلالم" على هذا النحو: ستصعد هذه السلالم رويدا، رويدا، ستحيط بقدميك كتلة من الأوراق بلون الشمس، وستنظر إلى السماء تبكي لفترة من الوقت... ستتحول المياه إلى اللون الأصفر... يشحب وجهك خطوة بخطوة، راقب السماء الحمراء مع اقتراب المساء...