31 أكتوبر 2025

تسجيل

كلوا واشربوا 

12 يونيو 2018

يقول سبحانه وتعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) يقول ابن كثير: أباح تعالى الأكل والشرب، مع ما تقدم من إباحة الجماع في الليل إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل.  وفي الآية تدريب على افعل ولا تفعل الصادرة من صاحب الأمر والنهي سبحانه وتعالى، فالتشريع حق لله وإن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص هذا حلال وهذا حرام وهو لا يدري عن حكم الله فيه (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ) يقول السعدي: لا تحرموا وتحللوا من تلقاء أنفسكم، كذبا وافتراء على الله وتقولا عليه.  إن نعمة الطعام تدعو إلى عبادة الله وتوحيده معرفة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ).  إن نعمة الطعام من أعظم النعم والمنن الإلهية (فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ).  إن نعمة الطعام تدعو إلى الإسلام، والبراءة من الشرك وأهله (قُلْ أغيرَ اللهِ أتَّخِذُ وَليًّا فاطِرِ السمواتِ والأرضِ وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَمُ قُلْ إنّي أُمرتُ أن أكونَ أوَّلَ من أسْلَمَ ولا تَكُونَنَّ من المُشركين).  إن نعمة الطعام دليل على وحدانية الله، وأنه المُسْتحقُّ وحده للعبادة (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).  إن نعمة الطعام امْتنَّ الله بها على جميع الناس (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ).  إن أكل الحلال الطيب سبب لإجابة الدعاء، وفي الحديث (ذكر الرجل يُطيلُ السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب له).  إن نعمة الطعام تستوجب الشكر (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ).  إن نعمة الطعام يلزمها الحفظ، والإهداء من الزائد، أو التصدق على طير أو حيوان.  فلا تنس إذا أويت إلى فراشك تقول «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي».