11 سبتمبر 2025
تسجيلالبامبو هي شجرة الخيزران، وهي الشجرة الوحيدة التي تنمو في أي أرض وتستطيع أن تقطع منها وتغرسها في أرض بعيدة لتعود وتنمو من جديد، لذلك اختار الكاتب "ساق البامبو" اسما لروايته. عادة حين تنتقل الروايات من عالم الصفحات لتتجسد في عالم آخر هو عالم الشاشة هنا يكون الفرق والاختلاف، حيث تسقط الكثير من المعاني والكثير من الكلمات والأحداث بل وتتغير مجراها بعيدا عن مجرى الرواية. تحويل الرواية إلى عمل تلفزيوني تماما مثل ترجمة قصيدة موزونة مقفاة من لغة إلى لغة أخرى، حيث ينكسر الوزن وتهتز القافية وتأتي وكأنها خاطرة نثرية. يبقى الأجمل في ذلك فكرة نقل الرواية إلى الشاشة، حيث يفرض العمل التلفزيوني المأخوذ من العمل الأدبي على الجمهور البحث بين صفحات الكتاب والرواية عن تفاصيل وأحداث قد يستغرق أسابيع ليعرفها في انتظاره للحلقات على الشاشة. ورواية "ساق البامبو" من الروايات التي لن تجسدها الأعمال التلفزيونية كما هي ولكن يكفي أن المسلسل مأخوذ من نص هادف يثقف المجتمع ويعزز المبادئ والقيم الخليجية. "ساق البامبو" رواية قدمتها شخصيا في أكثر من برنامج لي: برنامج "دار الكتب" قبل سنتين عبر الإذاعة، وبرنامج "بين قوسين" هذا العام، وكنت كلما أقرؤها أشعر بأنني أقرأ رواية جديدة لم تمر علي من قبل، حيث استخدم الكاتب سعود السنعوسي في روايته لغة شعرية نادرة مشحونة بالحزن والحب والمعاناة، وتحدث فيها عن قضايا اجتماعية سياسية ودينية دون تعقيد. هذه الرواية التي فازت بجائز البوكر العالمية وترجمت إلى عدة لغات وتعتبر من أجمل الروايات في عالم الأدب، عن نفسي سعدت جدا بتحويل الرواية البديعة إلى مسلسل تلفزيوني خاصة أن الكاتب السنعوسي من الكتاب المخلصين لأقلامهم، فأثناء كتابته للرواية ذهب بنفسه وعاش أياما في أحياء الفلبين الشعبية ليستلهم أجواء وتفاصيل روايته ويحقق المصداقية لعمله الفني. تبقى رواية "ساق البامبو" مرجعا لكل من يريد معرفة تفاصيل المسلسل والأحداث القادمة. وأختم مقالي بالمقولة التي جاءت في الرواية على لسان بطلها حين قال: "لو كنت مثل شجرة البامبو لا انتماء لها، نقتطع جزءًا من ساقها نغرسه بلا جذور في أي أرض، ولا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور جديدة تنمو من جديد في أرض جديدة بلا ماض بلا ذاكرة، لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته، كاوايان في الفلبين، خيزران في الكويت، أو بامبو في أماكن أخرى".