20 سبتمبر 2025

تسجيل

شهر الصحّة والاطمئنان النفسي

12 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من بركات شهر رمضان، أنه شهر الصحة والعافية واستعادة التوازن النفسي، فبسبب الصوم يتم التخفيف من تناول الطعام والشراب، سحابة النهار، حيث يرتاح الجهاز الهضمي، وتتحقق تنقية البدن من الرواسب الزائدة عن حاجته، ويطلق البعض على شهررمضان بأنه شهر (الريجيم) الرباني السنوي، الذي يُغني عن أي (ريجيم) صحي آخر إن اعتمدت شروطه، واتبعت تعليماته. الإسلام يعتبر المعدة بيت الداء، والحمية أصل كل شفاء ورأي كل دواء، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:"المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء"، والخطاب النبوي يقطع بحتمية تحقق الصحة من خلال الصوم، حيث يقول:"صوموا تصحوا" رواه ابن السني، ويقول الله تعالى في (سورة الأعراف- الآية 31) "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".بل الإسلام يذهب إلى أكثر من ذلك حيث يحدد بانتظام ودقّة متناهية، طريق التعامل مع الطعام والشراب، حيث يقول:"ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه" رواه الإمام أحمد في مسنده. وتشير المعلومات في فرنسا أن عدة مراكز علاجية تبنّت الصوم كطريقة لعلاج بعض الأمراض "العلاج الرمضاني"، بعد أن تأكد لها ولمرضاها جدوى هذه الطريقة وفوائدها على أعضاء الجسم كله.وتقول هذه المراكز في تقاريرها الطبية السنوية إن القلب ينتظم خفقانه وينعم بفترة راحة من الناحية الوظائفية الناجمة عن عملية الهضم، كما أن الدم تنتقي منه الزوائد والدهون والحموضات، كذلك الكبد يقوم بوظائفه، مع الصوم، دونما إجهاد فيصنع للجسم المواد الحيوية براحة. أما المعدة فيكثر معدل إفرازاتها الحمضية والهضمية، أول فترة الصيام، ثم تتراجع تدريجيًا، وتبقى كذلك مدة طويلة في مرحلة ما بعد الصوم، يشعر معها الصائم بالاكتفاء بكمية أقل من الأطعمة، فيُبعد عنه وعن معدته زيادة الإفرازات التي هي من أهم أسباب "التقرح"، والكلى يخف عنها العمل الوظائفي المضني. إلى غير ذلك من عمليات التمائل (التحويل) للنشويات، السكريات، البروتينات، والدهنيات المتكاثرة، التي تجهد من أجل هضمها وتماثلها (تحويلها) غدد عديدة، إضافة إلى المعدة كالبنكرياس والكبد. وكما أن رمضان شهر الصحة، كذلك فهو الشهر الذي يكون المرء فيه قريبًا من ربه مقبلًا عليه، ومنيبًا إليه، خاشعًا متضرعًا، مداومًا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، فتتحقق السكينة ويحصل الاطمئنان، كما جاء في (سورة الرعد-الآية 28):"الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".وكما للصيام فوائد صحية، فله منافع طبية، فأجواء شهر رمضان الإيمانية والروحانية، تضيف بالمجمل انعكاسات خيّره على المجتمع، ما يؤثر إيجابيا في الصحة النفسية الفردية، ولأنواع متعددة من المشاكل الصحية التي لها علاقة بالاضطرابات الداخلية الناجمة عن تعذيب ضمير، والتي تحتاج إلى توبة مع الذات بعمل الخير، وتنقية النفس. فالراحة النفسية الداخلية هذه تبعد عن القلب التقلصات الضارة، وعن الشرايين التشنجات وضغطها، وعن الهضم اضطراباته، كما أن وضع المعدة يرتاح، وترتاح وتنتظم معه إفرازاتها.ومما أكرم الله به شهر رمضان أن جعله شهر (الجائزة الربانية) التي تُمنح لكل صائم قام إيمانًا واحتسابًا، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم:"في الجنة باب يدعى (الريان)، يدعى له الصائمون فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لا يظمأ أبدًا" رواه ابن ماجة، وفي رواية أخرى:"للصائمين باب في الجنة يقال له (الريّان)، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم أُغلق، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا" رواه النسائي.. يتبع.