28 أكتوبر 2025

تسجيل

هل كل الضغوط سلبية ؟

12 يونيو 2014

الضغوط الحياتية متنوعة سواء تلك في بيئة العمل أو المنزل، وهي تزيد ولا تنقص مع تسارع وتيرة الحياة التي نعيشها، ومع ذلك كله، هل كل الضغوط منبوذة أو سلبية؟ هل هناك ضغوط إيجابية ومحمودة؟ لن نتكلم عن السلبية، بل لنتحدث بعض الشيء عن الضغوط المحبذة، والتي بالتأكيد هي التي يكون من ورائها أهداف نبيلة، كأن يقوم مدير أو رئيس بتحميل أعباء وضغوط كبيرة على موظف معين بقصد الاختبار ولغرض التحقق من جدارته وأهليته لمنصب رفيع يخطط له. في العلن يكون الموظف في حالة من الإعياء وربما التذمر وهو لا يدري أن بالسر يتم التخطيط لصالحه، حتى إذا ما نجح في الاختبار، اكتشف بنفسه ما كان مديره يقوم به، فتراه يشكره على صنيعه وعلى الضغوط الماضية التي صارت الآن جميلة، بل ربما يقول: يا ليت عملي ضغوط في ضغوط! هناك أمر مهم لا بد أن نلتفت إليه ونحن في سياق الحديث عن الضغوط والمتمثل في قلة العمل. إن قلة العمل سبب رئيسي لخفض الانتاج وقتل للإبداع.. ذلك أن وجود موظفين بلا عمل أو أنهم بلا أعباء حقيقية في المؤسسة، إنما يعني بداية نشوء جو من الإنتاجية المنخفضة أو الكسل، فإن حجم العمل المنخفض مؤدي بالضرورة إلى آثار سلبية على المؤسسة والفرد نفسه والمحيطين به. إن الموظف قليل الأعباء يبدأ بجذب الآخرين نحوه ليعيشوا عيشته وانغماسهم في دائرة الإنتاجية المنخفضة، وهذا بالتأكيد سيعمل على إيقاع ضغوط شديدة على البعض، الأمر الذي من شأنه أن يوجد جواً آخر من الاستياء والتذمر من العاملين المجدين، وخصوصاً إن لم تكن الإدارة المسؤولية جادة في التعامل مع الخاملين. وحين يبدأ المسؤول بضغط على هذا وذاك لأجل أداء أعمال معينة وإن كان الأمر لا يستدعي ذلك، فليس لشيء سوى حرص شديد منه على ألا تسري روح الخمول في موظفيه وبالتالي تموت روح الإبداع فيهم وحب العمل، وهذا نوع من أنواع الضغوط الايجابية المحبذة. خلاصة الحديث..ليست الضغوط دائماً مصدر التعب والأمراض والعلل، بل أحياناً وأحياناً كثيرة، تكون مصدر إلهام ودافع اللإنتاجية، فإن الضغط الشديد يؤدي إلى التركيز، وهذا التركيز بطبيعته مؤدي وبالتجربة العملية إلى الجودة والإبداع في العمل.. لكن لا أقصد ها هنا ذاك الضغط الشديد المتواصل، فإن لكل شي حدود معينة ولكل إنسان طاقة، لكن ما قصدته هو الضغط في حدود المعقول وبحسب إمكانيات وطبائع كل شخص.. والله من وراء القصد.