افتتاح المونديال وفقراء البرازيل!!

لأول مرة في تاريخ المونديال منذ أوروجواي 1930 تغيب فرحة جماهير البلد المنظم بافتتاح كأس العالم..والأغرب أن شعبا مثل البرازيل الذي يأكل ويشرب ويتنفس كرة القدم..نراه غير سعيد بافتتاح المونديال الليلة..بل إن غالبية هذا الشعب غاضب من إقامة المونديال على أرضه..ليس لأنه لم يعد يحب كرة القدم..ولكن لأنه يدفع تكلفته الباهظة على حساب خدماته الأساسية. "صحة..تعليم..ومواصلات عامة"..شعار سيرفعه آلاف المحتجين في وجه بلاتر رئيس الفيفا قبل أن يرفعوها في وجه المسؤولين في البلاد الذين كبدوا خزينة الدولة نحو 11مليار دولار لبناء وتطوير استادات والمرافق والبنية التحتية الخاصة بالمونديال..ولن نفاجأ إذا شاهدنا المظاهرات في شوارع البرازيل واحتجاجات عمال مترو الأنفاق في نفس توقيت انطلاق المونديال والمباراة الافتتاحية الصعبة لنجوم السامبا أمام المنتخب الكرواتي القوى..فالغالبية العظمى من جماهير الشعب البرازيلي كانوا يرون أن تذهب المليارات الـ11 لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية ووسائل النقل بدلا من أن تصرف على مرافق رياضية لن تضيف شيئا لشعب غالبيته من الفقراء والمهمشين!! يلعب المسؤولون في البرازيل وقيادات الفيفا على مسألة الوقت ويراهنون على دوران عجلة المونديال وفوز البرازيل الليلة وتفاعل الجماهير مع المباريات والنجوم واختفاء المظاهرات والاحتجاجات..لكن هذا الرهان قد يكون خاسرا..لأنه سبق وأن راهنوا على ذلك في بطولة القارات التي أقيمت في نفس التوقيت من العام الماضي وظلت الاحتجاجات والمظاهرات تهدد المباريات..ولم يغير فوز المنتخب البرازيلي على المنتخب الأسباني بطل كأس العالم بثلاثية نظيفة وحصوله على كأس البطولة من الأمر شيئا!!أما من هم خارج البرازيل..فمن المؤكد أنهم يترقبون هذا الحدث الكروي الكوني سواء من تلعب منتخباتهم أومن يجلسون في مقاعد المتفرجين فقط ويشجعون الآخرين كأمثالنا من العرب بعد أن خرجت منتخباتنا الواحد تلو الآخر باستثناء المنتخب الجزائري الذي يدافع وحده عن سمعة الكرة العربية!!عموما المونديال سينطلق الليلة..وسيدور الجدل حول المستويات والنتائج والصراع الأوروبي اللاتيني على الكأس العالمية..وكما قلت إن البطل سيولد من رحم البطولة..قد يكون النهائي لاتينيا..وقد يكون أوروبيا..وقد يكون أوروبيا لاتينيا.. لكنه لن يخرج عن الكبار..البرازيل والأرجنتين وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.. وقد يدخل منتخب أوروجواي في الصورة ويكرر عقدة البرازيل 1950..ولو حدث ستكون كارثة بكل المقاييس!!