14 سبتمبر 2025
تسجيلشعفان شاب يمني الجنسية يعمل في مقهى شعبي قريب من مدينة الطائف السعودية التي انتهت فيها أحلام الحكم الملكي اليمني بعد ثورة اليمن عام 1962م. هذا الشاب أشجته مشاعر الغربة وعناء العمل للحنين إلى الانتماء الدافئ الكبير في وطن يرتاح شعبه من المنغصات هموم المواطنة فراح في استراحة من عمله يسطر أبياتا شعرية يعرب فيها عن أمله في الحصول على الجنسية السعودية ويبرز في حيثيات أبياته امتعاضا من أوضاع اليمن الاقتصادية الصعبة وتحول الشعب إلى مهمة زراعة القات بكثافة بدلا من البن اليمني العريق بل وكان شعفان بسحنته اليمنية المشوبة بجهد العمل وآثار الشمس وحرارتها حسبما يظهر في مقطع الفيديو المسجل منذ سنوات يبشر بثورات قادمة ومتلاحقة إذا ظل اليمن هكذا في ظل حكومة لم تفلح حتى في لعبة الكرة كما يقول! بل ويخوفنا الشاب أيضا في أبيات شعره بتأكيده على سهولة اختطاف فكر الشباب هناك واستغلالهم بدافع الحاجة للجنوح إلى ما لا يرغبه العالم أجمع. وبالتأكيد هناك من أمثال شعفان بين ملايين اليمنيين حول العالم لفظهم اليمن السعيد إلى خارج حدوده بحثا عن السعادة وقليل من القوت بعد أن عزت السعادة ومكوناتها عليهم في هذا الوطن الذي اختطفت ديمقراطيته وظل شعبه رهين ظروف قاسية قساوة جباله التي يعشق الناس هناك العيش بين البساطة والهدوء حول سفوحها ومروجها فخرجت الملايين تبحث عن الرزق في كل صنوف المهن وفي كل الدول غالبا بينما تلازم القلوب المهاجرة لوعة من واقع اليمن المرير وخوف متصل من المستقبل الذي تواجهه بلادهم الآن كحقيقة بارزة للعيان لا تحتاج إلى مجهر أو مكبرات للصوت لإسماع العالم حقيقة ما يدور في اليمن. وسواء عاد الرئيس صالح بعد علاج إصاباته المستهدفة أو لم يعد وسواء كفت الجموع والقبائل عن المطالبات المليونية المستمرة للتغيير أو لم تكف فالحالة في اليمن بشكلها الثوري العام الآن والديمقراطية الخاصة التي مارسها النظام خلال سنوات حكمه وتلك المشاهد للحراك العام في البلد وشكل ديموغرافيتها وأطيافها وحالاتها الاقتصادية الصعبة تحتاج إلى قراءة متأنية ودقيقة لما ستفضي إليه الأمور هناك ليس في شكل الحالة السياسية فقط ومن سيصل إلى كرسي الحكم بل فيما ستكون عليه حال العامة ومعاشهم ودورهم بعد هذا التغيير الذي ظل الآن ضرورة ملحة بعد أن تعالت أصوات المعارضة وارتفع صوت الرصاص كآخر المحكمات الممكنة للحل. فأين أجندة القادم لمرحلة ما بعد التغيير ورحيل الرئيس صالح الذي تسنم سدة الرئاسة في اليمن إثر ثورة استمر الفخر والاعتزاز بها طويلا حتى قبل أيام قلائل من نسائم الربيع العربي الذي هبت بداياته من تونس والقاهرة . وحتى لا تتكرر نتائج الصورة التي جلبت صالح ومن قبله من رفاق الثورة ورموزها يجب أن تحسم مكونات الأيام القادمة ويحدد حجم ما سوف تحمله من تغيير يلمسه الإنسان اليمني في معاشه وفكره ويصب له خيرا يقلب موازين الحياة هناك. فاليمنيون الآن أمام مرحلة اختبار صعبة لتحديد هوية المرحلة القادمة وما سوف تحمله من تخفيف لهموم المعيشة وبناء دور جديد لليمن في داخله وخارجه يبدد مخاوف العالم من تحول اليمن إلى حالة أكثر من التمترس المتطرف للقاعدة وغيرها من الأفكار والجماعات ويعطي للمواطن ولو القليل من المزايا التي ظل يفتقدها طويلا في ظل ثورة 26 سبتمبر 1962م التي وعد خلالها بالكثير من الوعود والمزايا للشعب ولليمن السعيد وما أعقب تلك الثورة من انقلابات واندماجات بين شماله وجنوبه. فالصورة الآن في خضم الربيع العربي وثوراته الشبابية تتكرر في اليمن بحثا عن شيء من الربيع وتلك السعادة التاريخية الموروثة والمفقودة الآن على شفاه غالبية الـ 24 مليون نسمة من سكان البلاد والمثقلين بهموم العيش وتجاذبات السياسة وأحزابها وشيوخ القبائل فيها. مرة أخرى سواء عاد الرئيس صالح أو نجحت المبادرة الخليجية المتعثرة التي تحقق التغيير المثقل بالشروط والاختلافات فسيظل الملايين من أبناء اليمن في الداخل والخارج يبحثون عن الوطن وسعادته المفقودة للانعتاق من متلازمة الحالة الصعبة التي زجت بهم في كل الظروف والأحوال حتى المتطرفة منها فهل يحمل التغيير القادم شيئا من ذلك. وإليكم أبيات شعفان..هذا جواز اليمن وأنا بريء منهبراءة في صفحة التاريخ مذكورةآما حملنا جواز أخضر بدل عنهوارتاحت أنفوسنا في ظل اخو نورةوألا انتحرنا في أمريكي على السنةوألا قلبنا اليمن ثورة ورى ثورةوأنا أحمد الله صنعاء ما هي الجنةوماني بنادم على الفردوس وقصورهمالي بشعب زرع قاته بدل بنهوحكومته ما فلحت حتى في الكورة[email protected]