15 سبتمبر 2025
تسجيلبدأت مجلة الإيكونوميست البريطانية حملة انتقادات شنتها مجلات وصحف غربية مثل واشنطن بوست الأمريكية ودير شبيغل الألمانية فورين بوليسي ولاكسبريس وغيرها ضد الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية وكان الرابط المشترك لأغلفة ومانشيتات هذه الصحف هو عرض صورة سلبية وسوداوية للرئيس أردوغان من خلال عرض صورة له وهو عابس أو بصورة شريرة من خلال التغييرات في صورته عبر أدوات المونتاج والتصميم أو عرضه جالسا على عرش يعلوه هلال مكسور وقد كتبت عناوين فرعية تصور فوز أردوغان على أنه مستقبل الفوضى لتركيا وأنه يجب أن يذهب أردوغان. كما دعت بعض هذه المنافذ لانتخاب زعيم المعارضة كليجدار أوغلو بشكل واضح. تنطلق الدوافع الأساسية لهذه الصحف والمجلات من الاستياء الواضح للنموذج الذي عرضه الرئيس أردوغان والذي يحمل نوعا من الاستقلالية الواضحة لتركيا عن الغرب والذي كان ملموسا في مواقف تركيا في مجالات عدة منذ حرب العراق 2003 إلى حرب أوكرانيا 2022 وما بينهما من أحداث ومواقف كثيرة لا مجال لسردها، ولهذا كان واضحا هذا التحيز الفج ضد الرئيس أردوغان والذي وصل لدعوة الناخبين الأتراك للتصويت ضده. من زاوية أخرى تتناول هذه المنافذ موضوع الديمقراطية في تركيا وبالرغم من أن المتوقع أن تكسر نسبة المشاركة في الانتخابات هذا العام الرقم السابق وتصل إلى ما يقارب 90% وهي نسبة كبيرة جدا وأعلى من أي دولة أوروبية بفوارق كبيرة إلا أن التغطية الغربية تركز على السلطوية في تركيا وغياب الديمقراطية وهو الأمر الذي حدا بالكثير من المحللين والخبراء الأتراك القريبين من الدولة إلى التعبير عن الاستغلال الغربي لمعاني الديمقراطية والنفاق العملي وازدواجية المعايير والفجوة بين التصريحات الغربية حول الديمقراطية والسلوك العملي الذي يضرب بالديمقراطية عرض الحائط عندما لا تتوافق نتائجها مع الرغبات والمصالح الغربية. من المعلوم أن مثل هذه التغطية الإعلامية تلاقي ردة فعل عكسية من الشعب التركي خاصة مع عرض بعض الإهانات للرموز التركية مثل عرض الهلال مكسورا وكذلك فرض وصاية على قرار الناخب التركي وخاصة كتلة الناخبين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم فهؤلاء عندما يرون تدخلا خارجيا يطلب منهم التصويت لصالح طرف ما فإن هذا الأمر يكون بمثابة رسالة لهم أن مصالح الطرف الخارجي تنسجم مع الطرف الذي يدعون للتصويت له فيكون الرد من الناخب أن يختار عكس التوجيه الخارجي، ولهذا ربما كان واحد من الأسباب التي دفعت فئات من الشعب التركي للذهاب بكثافة للمهرجانات الانتخابية التي نظمها حزب العدالة والتنمية. لقد عبرّ بايدن في مقطع نشر له قبل عامين عن انزعاجه من سلوك تركيا في موضوع إس 400 وفي موضوع سوريا وفي ملف الطاقة في شرق المتوسط وهي ملفات أظهرت تركيا بوضوح فيها نزعتها الاستقلالية ولذلك فإن تغطية الإعلام الغربي تجاه الانتخابات التركية مؤخرا تماما كما السياسة الغربية يريد الوصاية ويريد أن تكون دول المنطقة تابعة له تماما وتنسجم مع ما يطلب منها وفي الوقت الذي يريد. وسيبقى الجواب بيد الناخب التركي يوم 14 مايو في صناديق الاقتراع فهل سيقف الناخب مع نزعة الاستقلال المتصاعدة لبلاده أم مع ما يريده الإعلام الغربي. ما يمكن قوله أن المواطن التركي على الأغلب سيقف مع خيار الاستقلال الاستراتيجي الذي تسعى له تركيا منذ عدة سنوات.