10 سبتمبر 2025
تسجيلتأمل أخي القارئ كلمات الإمام ابن الجوزي رحمه الله (من يريد أن تدوم له السلامة.. والنصر على من يعاديه.. والعافية من غير بلاء.. فما عرف التكليف.. ولا فهم التسليم). فالأخطاء ورادة وزلات الأقدام واقعة، وما نحن إلا بشر، هكذا الحياة بفصولها تصفو لنا أحياناً وتكدرنا كذلك!. تريدها صفواً بدون أخطاء ومثالب ومطبات لن يكون. وتريدها بدون كدرٍ لن يكون لك أبداً!. والدنيا لا تصفو لأحد، ولو صفت لكان صفوها لرسل الله عليهم الصلاة والسلام حاصل وأولى، قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يُصب منه". وهذا من رحمة الله سبحانه بعباده وكريم فضله وجزيل عطائه لا منتهى له. سبحانك ما أكرمك!. طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ وللإمام ابن القيم رحمه الله رائعة من روائعه في الفوائد في ذات المعنى إذ يقول (من خلقه الله للجنة لم تزل تأته المكارم.. والمؤمن الحازم يثبت للعظائم.. ولا يتغير فؤاده.. ولا ينطق بالشكوى لسانه.. وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء.. وما هلك الهالكون إلا من نفاد الجلد.. فخفف المصائب عن نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى.. وتذكر دوماً أنك ما منعت إلا لتعطى.. ولا ابتلاك إلا لتعافى.. ولا امتحنك إلا لتصفى). هكذا الدنيا كثيرة التقلب والتلون. ومن استشعر وأدرك رحلة الحياة ودور كل إنسان فيها، وما فيها من نهوض وسقوط، وحركة ووقوف، ومنحة ومحنة، ومن صحة ومرض، ومن قوة وضعف، ومن راحة ومن عمل وسعي، ومن متقدم ومتأخر، ومن منصب متربع عليه ومن نازل عنه غداً أو بعد غدٍ، عرف كيف تكون حركته في ميدان الحياة، وأتى على كل خير ومعروف، وصبر على ما يلقى فيها ورضي على أقدار الله النازلة. "ومضة" قال الإمام القدوة الحافظ بكر بن عبد الله المزني رحمه الله "الدنيا ما مضى منها فحلم، وما بقي منها فأماني"!. فدروس الحياة لا تنتهي. فواشوقاه لمن فقه دروسها وأتى على "لن يكون"!.