14 سبتمبر 2025

تسجيل

لقاء الأشقاء

12 مايو 2021

يحل أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ضيفا عزيزا على أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في زيارة رسمية تلبية لدعوة خادم الحرمين، هذه الزيارة بثت فينا روح التفاؤل والبهجة والفرح، فهي تؤكد عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين والروابط التاريخية الراسخة ووشائج القربى تحت مظلة البيت الخليجي الكبير. إن زيارة أمير قطر للمملكة تكتسب أهميتها الكبيرة من قوة وثقل تأثير البلدين، وهي زيارة ترقبها كل المخلصين بدول مجلس التعاون الخليجي؛ لأنها دليل على متانة وصلابة جذور العلاقة بين الأشقاء مهما اعترتها من سحائب صيف. ها نحن الآن نجني ثمار قمة العُلا التي عقدت في المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي أكد بيانها الختامي على وحدة الصف وتكاتف دول الخليج العربية أجمع في التصدي للتهديدات والتدخلات وطي صفحة الماضي مما يحفظ أمن واستقرار الأشقاء في هذه الدول وشعوبها كافة. تأتي تلبية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدعوة أخيه خادم الحرمين تأكيدا لإيمان سموه بأهمية وعمق الروابط المشتركة بين الأشقاء في دول المنطقة، كما تؤكد دور قطر الجاد في نبذ كل الخلافات التي من شأنها زعزعة أمن دول الخليج العربي وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دول المجلس الست. كم أسعدتنا هذه الزيارة وبثت فينا روح الأمل والتفاؤل بغد مشرق لدول الخليج وشعوبها.. نعم انتهت الأزمة الخليجية وعادت العلاقات بين الأشقاء وتم تبادل التمثيل الدبلوماسي ورحب العالم أجمع بهذه المصالحة، فدول الخليج كيان واحد لا يمكن تجزئته، ولقد ترتبت على هذه المصالحة العديد من النتائج، فقد استدركت الجمهورية التركية الموقف مبكرا، وفتحت قنوات الاتصال والتفاهم مع دول خليجية وعربية. وبعد المصالحة الخليجية التي فرحنا بها كثيرا كشعوب خليجية تربطنا صلة الدم والنسب والقرابة يبقى الخاسر الوحيد هو كل الحاقدين ومن يضمرون شرا بدول الخليج العربية وشعوبها، وكذلك الأبواق الإعلامية المغرضة من مؤسسات وأفراد والتي حاولت جاهدة استثمار الأزمة الخليجية لصالح هذا الطرف أو ذاك، وستبقى اللحمة الخليجية أكبر وأقوى من كل شيء. نعم لازالت ترسخ في الذاكرة ملحمة الصمود السعودي - القطري في الدفاع عن مدينة الخفجي في حرب تحرير الكويت في الفترة بين 30 يناير - 1 فبراير 1991، حيث نجحت القوات القطرية والسعودية باستعادة السيطرة على المدينة بسرعة، كما نستذكر الدور الأخوي الرائع والمساند من قوات الأشقاء بدول الخليج وبعض الدول العربية والصديقة التي ساندتنا في تحرير أرضنا من الاحتلال العراقي الغاشم. حفظ الله دول مجلس التعاون الخليجي من كل مكروه ووحد بين قلوب قادتها وشعوبها، وكفانا الله شر هذا الوباء عاجلا ليس آجلا. كاتبة كويتية ‏[email protected]