29 أكتوبر 2025
تسجيللولا صمود الشعب السوري في وجه كل الآلات العسكرية التي توجهها الصهيونية العالمية بعقليتها المسلحة متآمرة مع أمريكا والغرب وروسيا بوتين وروافض إيران الخدَم الحقيقيين لذلك لما بقيت الثورة المجيدة حتى الآن، ويناهز مقاتلوها اللانظام السوري وداعميه بأكثر من 250 ألف ثائر، ويثبون أسودًا بواسل وصواعق محرقة للخطر اليهودي وبروتوكولات حكمائه منذ ظهرت لتدمّر العالم، وجاءت الصنائع التي تعمل عندهم -كمعظم الحكام العرب والمسلمين- لتُجرمَ أكثر من اليهود أنفسهم، ولكن المؤمن بإرادته الفولاذية يعتقد دومًا أن راية الحق فوق كل الأعلام الباطلة، وأن يد الله والمؤمنين فوق كل الأيادي بالصبر والرباط. سألنا أحدَ المسنّين من الثوار في سوريا: ما الذي جاء بك إلى هنا وأنت ابن الثمانين؟ قال: من أجل الله ومحمد جئت لأخدمَ جند الحق والجهاد. هكذا بكل فطرية وبساطة، وسألنا أحد الفتيان الحلبيين والشَّعر لم ينبت بوجهه -والسلاح بين يديه- وقد ضيّفنا بالشاي فغمزنا بعضنا قائلين: لو صالحنا نظام الأسد حتى نحقن الدماء ونخفف المعاناة، فقال الفتى: إما أن تكملوا شرب الشاي أوتنصرفوا، لا حديث في هذا الموضوع، فعرّفناهم الحقيقة. لا ريب أن مثل هؤلاء في سوريا لن يستطيع أحد أن يُخضعهم لا روسيا ولا أمريكا ولا إيران واللانظام والمرتزقة وماسمّي "حزب الله"، لأنهم امتلكوا الإرادة، وباعوا أنفسهم لله في حلب والشام. ولو أن معلِّمة أولئك –إسرائيل- تكشف عنه الغطاء لما بقي أسبوعًا في البلاد، ولكن لن تُغطّى الحقيقة بغربال وستلتهمه النيران عاجلًا أو آجلًا ويبقى ربيع الكرام يغنّي للنصر والأمهات الثكالى المودِّعات بغيث الدم لا الدمع. إن ثمن النصر غال فلترقب الأغصان الثمار، وليرتقب التراب البذور، ولا ننسى أن كل أسد سوري هصور يذكّرنا –تاريخيًا- كيف بقيت حلب ورحل الظالمون، وكيف استفزّ الصليبيون أهلها وأفسدوا فيها فجعلوا من توابيت الموتى أوعية يتناولون بها أطعمتهم، وكيف ربطوا المصحف الشريف بأسفل برذون وهو يروّث عليه! لا بل كيف مثّلوا بالجثث إلى أن اشتعلت المقاومة بقيادة (أبي الفضل بن الخشاب)، وفي عهد السلاجقة استغاث الحلبيون بالبطل (آق سنقر البرسقي) الذي كان مريضًا فأقسم: لئن شفاه الله لينجدنّهم، فضرب خيمته بظاهر (الموصل) ونادي لإنقاذ حلب واستعان بـ(طغتكين) أمير دمشق و(خير خان) أمير حمص فلبّياه، وفي عام 518 اقترب البرسقي بقواته من الصليبيين ففرّوا إلى أنطاكية فدخل حلب وقوّاها ورفع المكوس والمظالم وعمّت عدالته الحلبيين وكان هذا معينًا لتوحد (الموصل) مع حلب، وبدأ توحيد الجبهة الإسلامية التي قضت في يوم من الأيام على طغيان الصليبيين في بلاد الشام. أليس هكذا تُنقذ دول الإسلام لا كبعض حكام العرب اللئام الذين يساعدون بوتين بشكل أو بآخر لرسم سوريا المفيدة للسفاح الأسد وهم يأخذون حصتهم المحفوظة؟ أليس العمل على التقسيم كتقسيم الكوريتين والهند وباكستان وغيرها عنوانًا لمؤامرة اللؤم الصهيونية الأمريكية الروسية الرافضية؟ حتى أخذ كيري يلعب ويقول: إن الوضع في سوريا خارج السيطرة! ومن ثَم يتابع مع لافروف بما أسموه "التهدئة" وهي مناورة مفضوحة لكسب مزيد من الوقت لتطويق حلب والهجوم عليها، خصوصا من الجانب الإيراني الذي فقد العشرات من مستشاريه وأسراه عند الثوار، بل له أكثر من 12 جثة، أليس هو مشتركًا مع داعش والجزار الأسد ضد الثوار، ويريد لافروف أن يخدعنا أن الأسد ليس حليفهم لكنهم يدعمونه لأنه ضد الإرهاب!! هل ثمة إرهابي في العالم والأسد موجود! إذًا أيها السادة فحلب نقطة مفصلية في حربنا هذه ولن تحترق إلا لتضيء الطريق للخالدين والذين سيحتفظون إن شاء الله بالشمال السوري ويفوّتون فرصة الأمان عن الطائفيين في اللاذقية وطرطوس، ولن تكون حلب مثل (جروزني) الشيشان التي دمّر بوتين منها 95% فصمود خمس سنوات سيتبعه الأكثر بإذن الله ضد هولاكو الجديد والتتار الجُدُد. لن تُعزل حلب عن محيطها..ولن تفرح روسيا بالقضاء على الوجود التركي حولها ووقف الدعم للثوار، ويكفينا أن المذيعة (حنان الصباغ) تخلّت عن شيعيتها وعن حزب الله بسبب التغطية الظالمة لمجازر حلب وكذلك المذيعة (ديمة عز الدين) في قناة الـ BBCحيث تركت القناة احتجاجًا على تحيزها ضد حلب، بينما اللؤماء كبعض الممثلين المصريين المتعاطفين مع الأسد كـ(أحمد آدم) و(كنانة علوش) مراسلة قناة (سما) والأكاديمية التونسية (ألفة يوسف) حيث سخروا بأحداث حلب وأيدوا اللانظام الجزار، وهكذا الحياة في كل عصر ومصر بين اللئام والكرام، وتلك سُنّة الله ليميز الخبيث من الطيب لكن: ما إنْ يدوم أخو ظلمٍ فنغبطَه لكنْ تدوم عليه لعنة الأبدِ