17 سبتمبر 2025
تسجيل7- أيام اللؤلؤ: مسرح دبي الأهلي من تأليف وإخراج رائد من رواد المسرح الإماراتي، الكاتب والمخرج ناجي الحاي. عود حميد أولا، لأن الحراك المسرحي في الخليج في مسيس الحاجة إلى رموزها. هذا العرض مباراة حقيقية في الأداء قوامها "بدور وبدرية أحمد"، وكلتا البدرتان نورتا خشبة المسرح في أداء متقن. هنا سوزان الفتاة التي تحتمل واقع أمها المصابة بالزهايمر.. معاناة ما بعدها معاناة حيث تعيش آلاما في واقع بعيد عن الواقع المعاش.وعبر هذه التيمة يعري "المؤلف ناجي الحاي" الواقع المزيف والمغلف بالكذب والادعاء. سيدة مصابة بالزهايمر، وابنة لا تستطيع أبدًا أن تعيد والدتها إلى جدة الصواب. وهي عبر ملابسها تعود إلى الماضي الذي ولى بعيدًا. إنجلترا، وسباق الخيل، والثروة والجاه. وتحاول الابنة أن تقول لها إن الماضي قد ولى إلى غير رجعة، ولكن هيهات، فهي لا تتذكر سوى ما مضى. زوجها وثروتها ورحلات الصيف إلى أوروبا هي لا تتذكر ما كان من شركاء زوجها، وأنها الآن لا تملك شروى نقير. كانت بدرية طوال العرض المسرحي تجلس على الكرسي "شيزلونج" لم تتحرك، ولكن كانت شعلة فوق خشبة المسرح. أما بدور فهي الآن نجمة متلألئة في فضاءات المسرح الإماراتي. عرضٌ يعرض الصراع بين الواقع المعاش وما كان. وحتى عندما تصرخ الابنة سوزان وتعري ماضي أسرة أمها، هي لا تتوقف كثيرًا أمام هذا الأمر، لأنها لا تعي ولا تدرك سوى جزء يسير من الماضي. أو ما تحب أن تتذكره.. لا تتذكر موت بعلها مثلًا، بل الأسوأ أنها تتذكر كل من ارتبطت بهم وتنوهم أنهم أحياء. نعم، إن "لولوة السالم" تعيش في وهم الماضي وتعريها الابنة عندما تقول لها في لحظة غضب: "أنت ابنة صياد سمك متواضع/ فلماذا الادعاء؟!" وكل ثروة والدها حرام في حرام! نعم، لقد جنى ثروته في الاحتيال والنصب، وكأنما تستحضر المثل الخليجي القديم الآن "ما للماي للماي، وما للبن للبن"، ومع أن الابنة عاشت في الغربة، إلا أن جذورها مرتبط بالوطن، وكأنما المؤلف يريد أن يقول: إن الأرض وتراب الوطن جزء من نسيج الإنسان، حتى وإن درست الباليه في الغرب. عرض كما أن أسلفت مباراة في الأداء بين نجمتين من نجمات المسرح في الإمارات.. وحصد من خلاله المؤلف جائزة التأليف.