03 أكتوبر 2025
تسجيلنتابع اليوم مع ملف العمل الخيري، وتحديدا مع عنصر أساسي من عناصر البناء المؤسسي للمنظمات الخيرية والمجتمعية، والمتمثل في "تنمية الموارد المالية للمنظمة الخيرية". ولا يخفى على المتابعين والمهتمين، بأنه أصبح العمل في المنظمات الخيرية علما له قواعد واضحة، وفنا له إحساس ومهارات. فالمتميزون في تسويق المشاريع المجتمعية يكتسبونها من خلال الممارسة، والتدريب، وتوظيف إمكاناتهم وقدراتهم. فمهارة فن التسويق تعتبر من الوظائف المهمة التي تقوم بها منظمات العمل الخيري، لأنه من دون القيام بعملية التسويق بطريقة فعالة، لن تستطيع هذه المنظمات بعد ذلك من القيام بدورها المطلوب، حيث إن إدارة التسويق في المنظمات الخيرية، تعتبر من أهم الإدارات التي يمكن أن تعتمد عليها أي منظمة خيرية، أو غير ربحية، أو مجتمعية، وذلك لتحقيق أهدافها الرئيسية وضمان استمراريتها ونموها. وأدى القصور في معرفة حقيقة الدور الذي يمكن أن تقوم به تلك الإدارات إلى الإخفاق في تحقيق الأهداف بالشكل المطلوب، وضياع الجهود في كثير من الجهات المجتمعية. ومن أهم الأعمال التي تقوم بها إدارة التسويق في المنظمات الخيرية اليوم، هو تقسيم الأسواق وتحديد الفرص التسويقية، فالمتبرعون لا يفرقون بين الجهات الكبيرة والصغيرة عند القيام بالتبرع، وإنما يعتمدون على مقدرة المنظمة المجتمعية في الوصول إلى المتبرع وإقناعه بتبني أحد المشاريع، لذا يأتي أهمية نشاط التسويق في الاستحواذ على هؤلاء المتبرعين عن طريق التميز بالإعداد المسبق لهم، وتطبيق أنشطة التسويق المختلفة، والقضاء على العشوائية في العمل المجتمعي. فوجود المواد المالية الكافية هو أساس قيام المشروعات المجتمعية. وهناك العديد من المعوقات التي تعترض مسيرة المنظمات الخيرية عند رغبتها في تسويق مشاريعها، لخصها خبير العمل الخيري الدكتور صلاح العبد الجادر في ورشة تدريبية شرفت بالتعرف عليها، والتي من أبرزها: 1. نقص الكوادر المتخصصة التي تعمل في هذا المجال. 2. عدم وجود قناعة كافية لدى بعض الجهات بأهمية دور إدارة التسويق في العمل الخيري أو المجتمعي. 3. عدم توفير البرامج التدريبية التي تساهم في تأهيل الكوادر المتخصصة والتي يمكن أن تعمل في الجهات المجتمعية أو الخيرية في مجال التسويق. 4. الشعور لدى الجهات المجتمعية أو الخيرية بعدم وجود الحاجة إلى مثل هذه الإدارة، إذ يمكنها تسويق مشاريعها بالطرق التقليدية دون الاعتماد على إدارة متخصصة للتسويق. 5. عدم معرفة الجهات المجتمعية بالدور الذي يمكن أن تقوم به إدارة التسويق في العمل المجتمعي. وعليه اقترح خبراء العمل الخيري، ومنهم الدكتور العبد الجادر وغيره، بعض المستلزمات التي تساهم في تحقيق تسويق فعال لمشاريع المنظمات الخيرية والمجتمعية منها: 1. عمل برامج تدريبية عملية تقوم على دراسة الحالات الواقعية ثم إيجاد الطرق الكفيلة بمعالجتها. 2. وضع خطة عامة محكمة قائمة على دراسة ميدانية لدراسة حاجة المنظمات المجتمعية والخيرية ومشاريعها المتعددة. 3. الاستفادة من الوسائل الإعلامية والإعلانية في إظهار عمل المنظمات الخيرية والمجتمعية. 4. تحديد أهداف المنظمات الخيرية، بوضوح وتحديد ماذا تريد من المتعاملين مع المنظمة وغيرها من الأمور ذات العلاقة. 5. الأخذ بمفهوم القطاع الخاص أو قطاع الأعمال في إدارة وتسويق المشاريع الخيرية والمجتمعية. 6. تنويع الفرص التسويقية عند التخطيط لتسويق مشاريع الجهات المجتمعية والخيرية. 7. التخصص وعدم تكرار الخدمات المجتمعية والخيرية التي تسوق.