17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أبرز القضايا التي تطرح نفسها على مائدة النقاش الثقافي، تأتي قضية الوعي، والتي يعتبرها البعض من أهم القضايا، التي يمكن أن تتجاوز الفعل الثقافي ذاته، إلى غيره من المشاهد الحياتية الأخرى، لما يحدثه الوعي من تأثير في الأوساط المختلفة.ويخطئ من يجعل الوعي الثقافي، وتنميته، قاصرًا على منبر ثقافي، أو مبدع بعينه، دون أن يجعله مسؤولية مشتركة تتقاسمها روافد المجتمعات المتنوعة، ويتحمل مسؤوليتها، ليس المثقفين وحدهم، ولكن النخب الأخرى، وتحديدًا المتخصصة في مجالات متعددة.وربما كانت إشكالية الوعي الثقافي - من أهم الإشكاليات المثارة في العالم العربي - والتي يدور حولها جدلًا، لدرجة أننا أصبحنا نجد احتكارًا لهذا المفهوم، وكأن من يضاده فكريًا، يصبح مفتقرًا لهذا الوعي، الأمر الذي يضع مسؤولية هائلة على النخب المثقفة، والأخرى المهتمة، بهدف تحديد هذا المفهوم وسبر أغواره، وعدم الارتهان بمفاهيم متحجرة، تغالي في فهمه، دون بصيرة وتدبر.والواقع إن المشهد الثقافي على مجمله يتحمل قدرًا كبيرًا من هذه المسؤولية، لما يحمله هذا المشهد من قيم ثقافية، أو هكذا ينبغي أن تكون، بعيدًا عن الذاتية، وبعيدًا عن احتكار المعرفة، وجعلها رهينة لفئة بعينها، أو مؤسسة محددة. يأتي هذا لما يحمله هذا المشهد من عمق، غير أن هذا ما قد يقود البعض إلى إشكالية أخرى، وتساؤل أبرز: هل الثقافة أعمق من الوعي أم العكس؟وعبثًا، حاول الفلاسفة والمثقفون حسم الجدل، أو البحث عن إجابة، فلم يصلوا إلى ناصية القول، الأمر الذي جعل البعض يكتفي بالتأكيد على أن الوعي والثقافي يرتبط بعضهما بالآخر، وأنه إذا لم يكن هناك وعي، فلن تكون هناك ثقافة، والعكس أيضًا.غير أن ما يستحق التمهل عنده وتدبر أمره، هو أن الوعي حتمًا سيقود إلى الثقافة، وأن الثقافة حتمًا ستقود إلى الوعي، شريطة أن تنهض المؤسسات الثقافية، وتقوم بدورها، وبالمقابل، يقوم المبدعون بدورهم تجاه إثارة العصف الذهني للعقول، بحيث لا تصبح أسيرة لفكر متجمد، فيخطفها التيه، لتتهاوى، وتصبح عقولًا متحجرة.