14 سبتمبر 2025
تسجيلبات "حسن نصر الله" من الشخصيات المنبوذة في المجتمعات العربية والاسلامية وكذلك الغربية، وسقطت اسهمه لدى الجميع ومنهم الشعب اللبناني الذي لا يريد إلا فراقه واستبعاده من الارض اللبنانية بأي وسيلة كانت، لأنه من الشخصيات التي غدت لا تؤمن بمبدأ ولا تعير للجيران العرب اي اعتبار ولا تحترم الدول الكبرى التي تقود الوحدة والتعاون بين الشعوب، وهذا ما يتطلب مواجهة اكاذيبه الاعلامية بشيء من الحزم والرد الاعلامي المدروس والمخطط له بالشكل العلمي ووضع النقط على الحروف.وخلال كلام نصر الله البذيء والمتغطرس الذي رتبه بنفسه مع احدى المحطات التلفزيونية المأجورة مؤخرا كانت ألفاظه تنصب في الاساءة للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودول الخليج بقصد وتعمد منه، فهو ممن تعودنا على لغته الساقطة في خطابه الاعلامي المعروف عنه، حيث ينتقي كعادته المفردات المتلونة التي يحضرها قبل اجراء المقابلات المرئية له مسبقا، فهو لا يهمه سوى تحقيق ما يؤمر به من قبل اسياده في طهران.حسن نصر الله كان وما زال يتعامل في خطابه الاعلامي على ان يعلنها كحرب مقدسة ضد السنة واهل الخليج على وجه الخصوص، وهذه النبرة المهزومة في الخطاب باتت مكشوفة للعالم اجمع، وتناقضاته السياسية يعرفها القاصي والداني ولا تحتاج منا إلى فك لرموزها الواضحة وضوح الشمس.واذا كان "نصر الله" يظن ان النصر له قد تحقق في احتلال "العراق" و "سوريا" و"لبنان"، وان "اليمن" هي المحطة القادمة له كما يظن ويعتقد، فليعلم بأن الدنيا تدور، والايام دول، ولكل زمان دولة ورجال، فشعب العراق — مثلا — لا ولن يرضى على احتلال ايران له وتحويلها إلى محافظة من محافظاتها بعد ان نهبت ثرواته وتحويل خيراته ومقدراته إلى الخارج والتي تعدت مليارات الدولارات ووضعت في جيب رئيس وزرائها السابق ومساعده الخائن، وانا على يقين بأن شعب العراق البطل سيقود انتفاضته قريبا لتحرير وطنه من الاستعمار الايراني بكل تأكيد "طال الزمان او قصر".من الامور المتناقضة التي وردت في حوار نصر الله الاخير قوله مثلا:نحن لا نستطيع مسح اسرائيل من الوجود واذا قلنا ذلك "فإننا نضحك على حالنا"، بينما كانت ايران تردد في السابق العكس حين قالت: "سنمسح اسرائيل من الوجود وستصل صواريخنا إليها في العمق وسنحرر فلسطين.. وان الموت لأمريكا ولإسرائيل".. وكله كان كلام في الهواء. وهذه قمة الازدواجية والتناقض في "الخطاب" للضحك على العالم الاسلامي.من هنا: فإن القرار الحكيم الذي اتخذته دول مجلس التعاون بأطلاق "عاصفة الحزم" لإعادة الشرعية في اليمن كان في محله، لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن، ولإيقاف التهديدات والاطماع الفارسية المكشوفة التي وئدت وهي في مهدها قبل محاصرة الخليج ودول الجزيرة العربية من شتى الجهات!!.لقد غدا هذا الأراجوز المسمى حسن نصر الله "الأراجوز دمية متحركة لمن لا يعرف معناها" يؤدي رسالته اليوم لتحقيق التطلعات التوسعية للدولة الفارسية التي قامت بعد ان استعانت وتعلمت من الحضارة العربية، فباتت اليوم تهدد المنطقة العربية بشكل عام والخليج العربي بشكل خاص، ولذا فالأوراق باتت مكشوفة، وكل محتل ومحتال له يوم وسيدفع الثمن في الغد!!.ولعل الشيء الاهم في مثل هذه الازمات انه ينبغي تفعيل اعلامنا الخليجي بشكل احترافي ومدروس للدفع بمجتمعاتنا نحو الوحدة بما يعزز علاقاتنا بالعالم الخارجي، ويسهم لمواجهة الاعلام الفارسي والسوري واللبناني والعراقي على وجه الخصوص من خلال عملهم على الانتقاص من دول مجلس التعاون الخليجي والتقليل من اعلامهم هذا الطائفي المهزوم والمنكسر، فلا شك أحدنا من امتلاكنا للأموال التي تساعدنا على مواجهة هذا الاعلام المسيس لكسره وتحطيمه اثناء عاصفة الحزم دون خوف او تردد، ونحن "قدها وقدود"!!.وهذا الشيء لن يتحقق إلا من خلال تقديم اعلام متطور يخدم الشعوب والمصالح ويرسم صورة ايجابية عنها، من خلال انشاد عدة قيم اساسية منها:— الحرية ونشر المعلومات بمسؤولية تامة.— المهنية واستخدام الاسس العلمية والمهارات الفنية.— الجودة والالتزام بالمعايير المهنية وتحسين الاداء باستمرار.— الشفافية من خلال تقديم الآراء والافكار الصحيحة.— الموضوعية لنشر التوازن في المعالجة الاعلامية وتجنب التحيز والمحاباة.— التعاون من خلال العمل على أداء مستوى اعلامي متطور من التنسيق والتكامل.— المحافظة على القيم في ظل المفاهيم العربية والاسلامية.ومن هنا:فإن البعد الاستراتيجي للسياسة الاعلامية يجب ان يحقق الاهداف الآتية:أولا: تعزيز التعاون بغرض الوحدة بين دول مجلس التعاون: ويكون بهدف ترسيخ الهوية الخليجية العربية والاسلامية لدول مجلس التعاون الخليجي، عبر:البرامج، من خلال تبني قضايانا وهمومنا وشؤوننا المحلية والخارجية واطلاق فضائيات مضادة لمن يهاجمنا اعلاميا وسياسيا في الاعلام الخارجي، مع توعية الشباب بمخاطر ما ينشر عنا في الاعلام المضاد.ثم تعميق المواطنة الخليجية: ويكون من خلال تعميق المواطنة الخليجية، والتعبير عن همومنا وتطلعاتنا بما يعزز الوحدة الخليجية.ثم دعم ترابط المجتمع الخليجي وأمنه واستقراره ويكون من خلال انتاج مضامين اعلامية تجاه كل من يهدد تماسك الخليج واستقراره والعمل على نشر ثقافة الحوار.ثم تنمية الوعي المجتمعي العام لدى المواطنين والمقيمين ورفع مستوى هذا الوعي سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا.ثم العمل على دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع التركيز على دعم المواقف وتوحيدها، بجانب دعم التعاون والتكامل بين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الخليج.ثانيا: تعزيز علاقات دول التعاون مع دول العالم الأخرى:ويكون من خلال التعريف بدول المجلس وحضارتها وثقافتها ومنجزاتها، مع بناء صورة ذهنية صحيحة وبناءة عن دول وشعوب الخليج، والعمل على كسب تأييد الرأي العام العالمي، مع التركيز على تأسيس قنوات فضائية ناطقة بلغات العالم وبعض دول الجوار، ثم العمل على تعزيز موقع دول المجلس عربيا واسلاميا، والدفاع عن حقوقها المشروعة.• كلمة أخيرة:الحل الاعلامي المطلوب من دول الخليج العربي اليوم يكمن في اطلاق "عدة فضائيات ناطقة باللهجة الفارسية" لتأديب ايران وتوعية الشعب الفارسي المغلوب على أمره، ولنبدأ هذا المشروع الوطني دون تردد، وهو جزء من دور وزراء الاعلام والامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يأتي في المقدمة!!