18 سبتمبر 2025
تسجيلأقلية معينة في العالم تحقق مكاسب وربما تكون وراء هذه الأزمة المفتعلة لغايات منتظرة ليس أمام البشريةسوى القيام بما يجب من إجراءات احترازية للسيطرة على انتشار كورونا كورونا دفع دولاً إلى الانكفاء على الذات والانعزال في مشهد غير مألوف في العصر الحديث كثيرون يلقون باللومعلى الصين لأنها مصدر الفيروس ولم تتعامل بالجدية الكافية مع خطره منذ أن ظهر للعالم فيروس كورونا في تركيبته الجديدة بحسب علماء الفيروسات، أواخر العام الفائت في مدينة ووهان الصينية، ولا حديث يعلو عليه في غالب مناطق العالم، التي غزاها هذا الفيروس في وقت سريع أذهل كثيرين، ودفع دولاً إلى الانكفاء على الذات والانعزال والحصار أو العزل الذاتي، في مشهد غير مألوف في العصر الحديث. فهل هو بالخطورة التي تجعل العالم كله يعلن حالة من الطوارئ، وكأنما حرب ستقع أو كارثة قادمة؟ بادئ ذي بدء، ليس من الحكمة أن يقلل أحد من شأن هذا الفيروس، وليس من الحكمة كذلك التهويل من شأنه في الوقت نفسه، بل المطلوب التقدير الصحيح لهذا الفيروس الذي تقول منظمة الصحة العالمية إنه قد يدفع بها إلى أن تعتبره وباءً عالمياً جديداً، وإن كان لم يصل بعدُ لتلك الدرجة، لكنه قريب جداً، بحسب التصريحات الرسمية للمنظمة. يلقي كثيرون باللوم على الصين لأنها أولاً مصدر هذا الفيروس، وثانياً لأنها لم تتعامل بالجدية الكافية مع خطره منذ بداية اكتشافه، حيث لاحقت أمنياً عدداً من الأطباء الذين اكتشفوا الفيروس أوائل ديسمبر من العام الفائت 2019 ولم تأخذ الحكومة الأمر بجدية كافية، حتى تفاقم الأمر وبدأ الفيروس يغزو الأجساد البشرية بالمدينة، ليقع أكثر من ستمائة شخص ضحية له، حتى اضطرت الحكومة الصينية إلى الإعلان عن المرض منتصف يناير هذا العام، وبدأت في اتخاذ إجراءات صارمة قاسية للسيطرة على أمر انتشار الفيروس، فضربت حجراً صحياً على المدينة البالغ عدد سكانها حوالي 11 مليون نسمة، في مشهد صدم العالم كله. لكن كان قد فات الأوان على مسألة السيطرة والمنع من الانتشار، ليس في الصين فحسب، بل العالم كله. إذ بدأ فيروس كورونا المستجد والمسمى حالياً (2019-nCoV) يطرق أبواب غالبية دول العالم، ليصل عدد الدول التي أعلنت عن وصول هذا الفيروس إليها حتى ساعة كتابة هذا المقال، 118 دولة بعدد اصابات يقارب 122 ألف إصابة، ثمانون ألفاً في الصين وحدها، وكانت كوريا الجنوبية ثاني أكثر دولة في عدد الإصابات (7500) حتى وقت قريب، خلال عشرين يوماً الفائتة فقط، لكن سرعان ما انتشر الفيروس في إيطاليا. وبشكل لافت للأنظار حتى وصل عدد المصابين إلى حوالي (10000) ثم إيران (9000) بعدها إسبانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة على التوالي، وهي الدول التي تعدت الإصابات فيها حاجز الألف. في حين ما تزال الإصابات في دول آسيوية وأخرى أفريقية ولاتينية أدنى من 500 وهي غير مقنعة وخصوصاً أن هناك دولاً مكتظة بالسكان وفقيرة في الإمكانيات المادية ومنها الصحية، والتي ربما هي سبب ضآلة أرقام الإصابات، والتي ليست شرطاً أو مؤشراً على أنها بخير وبعيدة عن هذا الخطر، وإن كان هذا ليس محور حديثنا، بقدر التساؤل الذي طرحناه منذ بداية المقال وهو: لماذا الخوف من كورونا؟ مبعث القلق عند كثيرين في هذا العالم، هو الروايات الأولى التي ظهرت مع تنامي هذا الفيروس، والتي ذهبت باتجاه محدد واضح هو أن الفيروس منشؤه مختبر بشري، أي أنه نتاج عمل بشري محكم. ولكن لأن الأمر مهما يكن دقيقاً ومحكماً، إلا أنه عمل بشري يعتريه قصور وأخطاء أحياناً ولو بنسب ضئيلة، وتلك النسب الضئيلة من الأخطاء كافية لأن تنتج عنها كوارث للبشر وما يحيط به من جماد وحيوان ونبات، وهذا الذي حصل بالصين - كما ذهبت إلى ذلك صحيفة ديلي ميل البريطانية في تقرير نشرته مع بدايات ظهور المرض، وأن "علماء حذروا في عام 2017 من أن فيروساً يشبه متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد " سارس" يمكن أن ينتشر خارج مختبر لدراسة بعض أخطر مسببات الأمراض في العالم، أُنشئ في ذلك العام في مدينة " ووهان " الصينية. وقد ساند هذا الرأي، ذاك القلق الذي أبداه مستشار للسلامة الأحيائية يدعى " تيم تريفان" لمجلة (Nature) في ذلك العام، عندما كان المختبر على أعتاب الافتتاح من أن " ثقافة الصين ستجعل المعهد غير آمن ". هكذا قال وبكل وضوح، ما جعل علماء وباحثين في علم الفيروسات يميلون إلى أن كورونا المستجد هذا، تسرب من المختبر إلى سوق للمأكولات المائية قريب من المختبر، وأن الفيروس تحور عبر البشر وانتقل إليهم من خلال اتصال الحيوان بالإنسان في السوق. هل كورونا سلاح بيولوجي؟ ذلكم كان افتراضاً أولياً كما يراه علماء الطب والأحياء وما شابه، يحتاج إلى أدلة واثباتات وبراهين. أما الافتراض الآخر الذي لا يقل وجاهة في مثل هذه الأجواء، حيث القلق والحذر والتشكيك في أصل القصة، وإن كان هذا أيضاً يحتاج لأدلة وبراهين، بل لعله هو مصدر قلق العالم أو البشرية كلها، يفيد بأن كورونا المستجد هذا ما هو إلا سلاح بيولوجي تم إعداده في مختبرات، ضمن تجارب ما يسمى بالأسلحة البيولوجية أو أسلحة المستقبل، والتي لن تكون قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى تحمل متفجرات هائلة، كما قال بذلك "بيل غيتس" في محاضرة له قبل سنوات خمس فائتات، وأن الكوارث التي تنتظر البشرية في المستقبل، ستنتج عن زجاجات صغيرة مليئة بفيروسات، قادرة على إبادة ملايين البشر دون أي آثار تدميرية مادية في المباني والمنشآت، كما تفعل أسلحة التدمير التقليدية ! لكن الخلاف في هذا الافتراض الذي يتجه كثيرون إلى قبوله، ليس في وجاهته، بل حول صانع هذا السلاح ! أتكون الصين نفسها هي صانعة هذا السلاح، تضحي بعدة آلاف من شعبها في سيناريو محكم الجوانب والزوايا، في سبيل المحافظة على مصالح الدولة ومئات الملايين من شعبها، أم أن الصانع هنا يتمثل في قوى دولية أخرى، اتخذت من الصين ميداناً لبدء تجربة فعالية وتأثير هذا السلاح عملياً، ثم يتوسع الأمر ليشمل بقية العالم، ولكن وفق حسابات محكمة وانتقائية معينة للمناطق أو الدول إن صح التعبير؟ لكن كخلاصة للحديث أقول إنها افتراضات تحتاج إلى أدلة علمية محكمة، حتى تجد قبولاً لدى المزاج العام العالمي لينبني عليه عمل ما. وحتى ذلك الوقت، أو حتى تتضح الرؤية أكثر فأكثر، فإنه ليس أمام البشرية سوى القيام بما يجب من إجراءات احترازية للسيطرة على انتشار هذا الفيروس، الذي يبدو أن تأثيراته ليست في إهلاك البشر – كما يقول الأطباء – ولكن في ذاك التأثير النفسي على الشعوب – كما يقول الاستراتيجيون - وما يتبع ذلك من أفعال تهتز بسببها مصالحهم الاقتصادية والحياتية بشكل عام في صورة خسائر مادية متنوعة، وفي الوقت ذاته تتحقق مكاسب لأقلية معينة في العالم على شكل دول أو ربما شركات عابرة للقارات وما شابهها، وهي التي أحسبُ أن البشرية الآن تحتاج لتكثيف جهودها لكشفها، وهي التي ربما تكون وراء هذه الأزمة التي قد تكون مفتعلة لغايات منتظرة. ولم لا ؟ لكن الزمن كفيل بكشف كل مجهول ومطلوب. والله كفيل بكل جميل وهو حسبنا ونعم الوكيل. [email protected]