30 أكتوبر 2025

تسجيل

أنتم "فوق السلطة"

12 مارس 2018

برنامج "فوق السلطة" الذي يطل على شاشة الجزيرة الفضائية، وهو برنامج سياسي اجتماعي ساخر، مدته خمس وعشرون دقيقة، ويقدمه الإعلامي المتميز الأستاذ نزيه الأحدب. ولسنا هنا في مقام الثناء والإطراء للبرنامج، فهو لا يحتاج من أحد أن يُثني عليه أو ينتظر من أحد المديح، فالبرنامج أثبت وأوجد له مكانة بين البرامج التي تبثها القنوات الفضائية الأخرى بل تفوق عليها وبكل جدارة، وهو كذلك من البرامج التي ينتظره ويتابعه الكثير من المشاهدين. لماذا؟ لأنه برنامج ساخر بأسلوب شيق ورائع ويجذبك لمشاهدته والاستماع له كذلك عن طريق المذياع حتى النهاية، فهو ما بين الابتسامة والضحك، ويشدك إلى الانتباه، ويحمل الكثير من القيم والرسائل، ومن يعي ويدرك المغزى من مقدمة البرنامج وختامته يفهم الكثير من المعاني والقيم وما بينهما، وذكر أحد الكتّاب بأن " السخرية فن راق، يعتمد على الرمز لتوضيح معناه، ويهدف إلى الانتقاد البنّاء، ويحتاج للذكاء والفكر وإعمال العقل ". ويرى بعض من الأدباء أن " السخرية طريقة مناسبة لتنبيه الظالمين والأشرار والمتعجرفين دون أن يخاطروا بأنفسهم مباشرة" فهل مجتمعاتنا تتقبل هذا النوع من البرامج الهادفة  بجميع فئاته، خاصة أصحاب السلطة ومن يركن إلى الذين ظلموا والرويبضة وآكلي ثروات الشعوب والمتلاعبين بخيرات أوطانهم ومجتمعاتهم؟. ومن يعمل النظر ويدقق في مقدم البرنامج وطريقة التقديم ولغة الجسد والكلام بل وحتى ملابسه في كل حلقة، واختيار الموضوعات بالدقة في كل أسبوع عبر إبداعات فنية قصيرة وفقرات متتابعة، وكل من يشارك في إخراج البرنامج، يستوعب أن البرنامج لا يأتي عن عبث أو من فراغ أو عرض برنامج للمشاهدين وكفى. ولكن من يريد النجاح والتميز والجودة فعليه أن يبذل ويسعى لكل معاني النجاح، والتوفيق من الله سبحانه، وان هذه المشاهدات لهذا البرنامج الكثيرة بالآلاف دليل على جودة ونجاح وتميز مقدم البرنامج وكل من يشارك في إعداده حتى يخرج لمتابعيه بهذه الصورة الإعلامية الجذابة، ونتمنى ألا يتوقف هذا البرنامج ويستمر في العطاء، فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج. ومن هنا نقترح على المشرفين على الدراسات العليا بجامعة قطر والجامعات الأخرى أن يقرروا على طلابهم مشاريع التخرج بدراسة هذا البرنامج من جميع الجوانب خاصة طلاب الماجستير. "ومضة" ولك أن تتأمل أيها القارئ الكريم هذه العبارة... "... نحن لسنا جحا، ولن نحمل الحمير، بل سنفعل ما يمليه الضمير، إن أخطأنا صوّبنا، وإن أصبنا فواجبنا.... إلى اللقاء ". من خاتمة إحدى حلقات برنامج " فوق السلطة".