مربط الفرس!! (2)

لا نريد أن ندخل في جدال بيزنطي مع أحد.. نحن أيضاً ساهمنا في كل شيء ولكن هل نطلب من الأعمى أن يعدّ النجوم حتى وإن كان في عز الظهر.. يا سيدي.. كل المجتمعات مرت بظروف، وكما أنتم تمرون الآن بظروف قاسية، بحثاً عن لقمة شريفة. نحن مررنا بها.. أتذكر مثلاً طفولتي مع الفنر والتريك.. وأتذكر جيداً ماء البئر "الخديج" ومن ثم الكندري.. وأتذكر بساطة الحياة والوشائج وعلاقات الحب بين الجميع، يا سيدي نحن أسياد العالم. نعم هل سمعت مثلاً بأحمد بن ماجد؟ هل سمعت بطائع اليماني الحضرمي؟نحن أسياد العالم كنا.. نبحر من البصرة إلى إفريقيا والهند وإلاّ ما انتشر الإسلام عبر الأشقاء في الجنوب. في ماليزيا وإندونيسيا والعديد من دول العالم، هل تعرف كم كان عدد السفن التي تصطاد اللؤلؤ في عام 1913 والتي تمخر عباب الخليج تحمل الخير لنا وللآخر؟ هل تعرف عدد العاملين فقط فوق ظهر تلك السفن الشراعية؟ ما يزيد على 15 ألف غواص.. نعم أجدادنا من زينو جيد الفواني في الشرق والغرب عبر دانة دفع ثمنها الغواص.آه يا سيدي.. اقرأ مذكرات بحار للشاعر العربي الكبير المرحوم محمد الفايز.. وسوف تعرف أننا جزء من نسيج العالم الحر.. هل تعرف مثلاً أن المبالغ التي تحققت من جراء البحث عن اللؤلؤ قد بلغت في سنة واحدة ستة ملايين روبية هندية. فكم كانت ميزانية بلدك؟هذا ونحن لسنا تحت سيطرة أي دولة أجنبية.. لأن هذه المنطقة لم ترتبط بالقيد الاستعماري.يا سيدي.. الآن.. هناك من يحاول أن يلغي تاريخنا.. وكأننا لم نكن شركاء في كل شيء.. يا صديقي.. يكفي أن ما يربطنا أهم بكثير من مواضيع تثيرها. بيننا علاقة اللغة والدين.. والعادات ومن ثم التقاليد.. كان الأجدر أن تكون صوتاً للحق، لا أن تكون فرعوناً تمارس علينا ما يمليه عليك الآخر.. سواء رضيت أم لم ترض.التاريخ لا يكتبه أمثالك.. التاريخ صفحات من الصدق والأمانة، أعرف أن ما نطقت به بلا سند أو حجة.. وتأكد أن الحضور لم يكونوا مع هذا الرأي.. إننا شركاء. في كل شيء. رضيت أم لم ترض.. واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. وسلامتك!!