17 سبتمبر 2025

تسجيل

ومضات مؤسسية...ارحل سريعاً

12 مارس 2012

عندما يكون المنصب والوظيفة سواءً كان المنصب وزيراً أو مديراً عاماً لمؤسسة أو هيئة أو مديراً لإدارة أو رئيس قسم يُدار بشكل شخصي ومركزي ولا تكون الأمور إلاّ ما يراه، ولا نعمم، وقد نحمل في ذواتنا وفي وظائفنا ومناصبناً أصناماً صنم داء الأنا، وصنم القبلية، وصنم الشهرة، وصنم المركزية المطلقة، وصنم تصدير القرارات والأوامر الإدارية وغير ذلك من الأصنام، نقول ونكتب ولا نتردد ولا نتأخر عن " ارحل سريعاً " فقد " كثر شاكوك وقل شاكروك إما اعتدلت أو اعتزلت". ارحل سريعاً إذا لم تكن لديك قدرة على تحمل المسؤولية، فالمسؤولية أمانة وتحد. ارحل سريعاً.. إذا كنت مركزياً في كل صغيرة وأدنى صغيرة. ارحل سريعاً إذا لم تستوعب الطرق المناسبة والملائمة في استثمار الأموال وتحريكها بحجة المحافظة عليها، فالزكاة ستأكل هذه الأموال الراكدة إذا لم تُستثمر. ارحل سريعاً إذا كان همك الأول والأخير إصدار الأوامر والتعليمات القرارات. ارحل سريعاً إذا كان عملك " مصيدة الأخطاء " وعثرات الموظفين. ارحل سريعاً إذا كنت تنتظر وتنتظر في تعيين مدير لمكان ما من خلال الاسم الأخير أي "العائلة". ارحل سريعاً إذا كنت لا تستقبل إلاّ أصحاب الشكاوى، أما أصحاب الاقتراحات والمبادرات فلا يتم استقبالهم. ارحل سريعاً إذا كنت تريد الوجاهة والشهرة على حساب العمل والمصلحة العامة. ارحل سريعاً.. إذا كنت تقرب من كان معك من أصحاب و "ربع" وزملاء دراسة في الوظائف والدرجات الوظيفية. ارحل سريعاً.. إذا كان باب مكتبك دائماً مغلقاً ولا تستقبل إلاّ من تريد. ارحل سريعاً.. إذا كان من توجهك تحجيم الأشخاص لأن توجههم غير توجهك أو يخالفونك الرأي. ارحل سريعاً.. إذا كنت ممن يستخدمون سائقي إداراتهم لتوصيل أبنائهم للمدارس والمستشفيات وأعمالهم الخاصة. ارحل سريعاً.. إذا كنت تعلم أن العمل الإضافي بمكافآته يمنح لمن لا يعمل بحجة أنه يستحق لأن راتبه ضعيف أو غير ذلك من الاعتبارات الشخصية، هل أصبحت مؤسساتنا جهات خيرية. ارحل سريعاً.. إذا خصصت لنفسك ولمن تحب فقط حضور المؤتمرات والملتقيات الخارجية ولجنة التوظيف الخارجي وغيرها للحصول على البدلات والاستجمام. ارحل سريعاً.. إذا لم تكن لديك القدرة على تطوير وتحسين الأداء وتسهيل وتسيير أعمال وإجراءات المؤسسة. ارحل سريعاً.. إذا كنت توظف أو تجعل أشخاصاً لنقل أخبار المؤسسة والموظفين لك. ارحل سريعاً.. إذا كنت تؤخر المواطن القطري وتقدم الأجنبي عليه في الوظائف والامتيازات وفي كل شيء. ارحل سريعاً.. إذا كانت المؤسسة التي تقودها بدون رؤية ولا أهداف ولا خطط، فهي تسير على البركة. "ومضة" "الشفافية ومكافحة الفساد مطلب شرعي وضرورة مجتمعية من الدرجة الأولى، لنصل إلى بر الأمان وتحقيق رؤية قطر 2030 بإذن الله". إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم