14 سبتمبر 2025
تسجيلإن محصلة كل العبادات في الإسلام يا معشر الشباب، محصورة في شيء واحد هو تحقيق العبودية لله وحده في نفس المسلم وعقله وسلوكه وتقوية صلته بالمولى عز وجل، فهو يحبه ويستحي منه، ويخافه ويشعر بمعيته وكسب رضائه، وأود أن أقول لكم أيها الشباب: على الرغم من تقدم عدد من الأمور في حياتنا مثل الفكر والوعي والعلم والاقتصاد.. إلا أن هناك ركناً مهماً يصاب بالضمور والذبول هو الجانب الروحي، جانب الإحساس بمعية الخالق عز وجل لنا وحضوره الجليل في قلوبنا وأرواحنا، يحدث لنا هذا بسبب كثافة المشاغل اليومية وتعقد الحياة المعاصرة. فالإنسان يا أعزائي ضعيف ومن السهل أن يشعر بالخوف ولهذا فإنه دائما في حاجة إلى مظلة أمان يحتمي بها من خطر المجهول وليس هناك شيء كالصلة بالله تعالى لتوفير تلك المظلة وهذا هو بالطبع ما يدفعني إلى التركيز على الجانب الروحي، فكونوا على ثقة بأن امكانات النصر والنجاة متوافرة وكبيرة، وهناك شباب كثيرون من هذه الأمة يتحركون ويشقون طريقهم على نهج الصحابة.. والطريق إلى ذلك بسيط وواضح وأهم ملامحه في النقاط الآتية: 1- قاوموا المغريات وكل ما يصرفكم عن التفكير في فضل الرحمن عز وجل. 2- تذكروا على الدوام أن مستقبلكم وكل شأنكم في يد الله العزيز الرحيم، وحاولوا ترسيخ هذا المعنى في وعيكم من خلال استحضاره وفهم مدلولاته. 3- كلما رأيتم فرصة سانحة رددوا في أنفسكم "هذا يرضي الله"، ثم سارعوا إليه، مسح على رأس يتيم، صدقة بمبلغ زهيد، تقبيل يد الوالد والوالدة. 4- الاستيقاظ قبل الفجر والتوجه إلى المولى تعالى بالدعاء والصلاة والمناجاة. وكنا في الزمن الجميل نردد هذا النشيد الذي يرسخ هذه المعاني في وجداننا منذ الصغر. إنني أصحو صباحاً ولربي أتقرب بصلاة ودعاء هكذا الطفل المؤدب ثم أغدو لعلومي ولدار الدرس أذهب 5- تعلموا الانكسار بين يدي الله واظهروا حاجتكم المطلقة إلى عفوه ومعونته، وأكثروا من الثناء عليه، واتخذوا منه وسيلة لترقيق قلوبكم. إن ما ذكره كاتب السطور ليس عبارة عن تكاليف شاقة، وإنما هو فرصة لإنعاش الروح وإحياء القلب والشعور ببهجة حياة جديدة.