18 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة عاجلة لأهل البيت العربي

12 مارس 2011

يبدأ بالقاهرة اليوم اجتماع وزراء خارجية الدول العربية لدراسة كيفية معالجة وضع عربي خطير في الشيقيقة ليبيا بعد أن بدأ العقيد معمر القذافي مغامرة جنونية ضد أبناء شعبه المطالبين بحقوقهم بالحرية والعدالة ورحيل هذا الحاكم الذي جثم على صدورهم لأربعة قرون أذاقهم مر الحياة وغيّب هذا الشعب عن محيطه العربي والإسلامي وذهب به إلى القارة الإفريقية بعد أن حاول غسيل العقول الليبية من تاريخها وجغرافيتها ومن آمالها وأحلامها القومية العربية وأرغمها على الخروج من البيت العربي وها هو يستخدم اليوم كل أنواع الأسلحة لتدمير هذا الشعب وإبادته. اليوم يجتمع أركان البيت العربي وهذا البيت تم تهديده سابقاً وتم تدمير بعض أركانه خاصة في العراق الشقيق عندما عجز أصحاب هذا البيت من معالجة النظام العراقي السابق وكيفية التعامل مع ذلك النظام الذي لا شك أنه كان استبدادياً، لكن هذا الاستبداد كان أرحم من هذا الاستعمار الأمريكي والغربي الذي يحتل العراق الآن عندما فشل أصحاب البيت العربي من علاج الوضع ففتحوا الأبواب والنوافذ لأعداء هذا البيت للدخول إليه ودخل هؤلاء الأعداء بمساندة ودعم أغلب حكامنا العرب وقتلوا مليون ونصف المليون عراقي وشردوا حوالي ستة ملايين آخرين وأعادوا العراق إلى العصور الحجرية وها هو تحت حكم العملاء والخونة يعاني الأمرين فلا خدمات ولا كرامات لهذا الشعب والصرخات التي نسمعها اليوم من الشعب العراقي بالمطالبات بتوفير الكهرباء والماء والغذاء والدواء والسكن والحياة الحرة الكريمة تؤكد لنا أن الشعب العراقي بدأ يترحم على نظام الشهيد صدام حسين بعد أن ذاق الويلات من الاحتلال. لهذا فإن النظام الرسمي العربي المجتمع الآن في القاهرة مطالب أن يستفيد من تجربة احتلال العراق وأن يفكر جيدا ومليّا قبل أن يتخذ أي قرار يشجع الغرب على ضرب أو احتلال ليبيا لأن مثل هذه القرارات ستكون كارثة على الأمة العربية وعلى البيت العربي أكبر وأخطر بكثير من كارثة القذافي ضد شعبه وأمته. إن إعطاء الضوء الأخضر للغرب بالتدخل العسكري ضد ليبيا هو حلم يتمناه القذافي الآن تماماً كما يتمناه الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني لأن مثل هذا التدخل سيجعل من القذافي بطلا وطنيا وقوميا لأنه وبأسلوبه المراوغ سيحاول استثمار هذا التدخل لصالحه وصالح نظامه وسوف يصوره للشعب الليبي والعربي بأنه عدوان استعماري يستهدف احتلال ليبيا مستفيدا مما حدث للعراق الشقيق، لهذا نرجو أن ينتبه وزراء الخارجية العرب إلى هذا الأمر بكل ما يحمله من إشارات ومؤشرات وأن يفكروا جيدا كيف يفوتون الفرصة على القذافي من استثمار المواقف الغربية لتحويله من مجرم بحق شعبه إلى مدافع عن هذا الشعب من خطر الغرب وهذا يتطلب من وزراء الخارجية العرب أن يرفضوا أي تدخل عسكري في ليبيا. ولا شك أنهم سيبحثون عن بدائل في حال رفض مثل هذا التدخل العسكري والبدائل كثيرة وممكنة الاعتراف بالثورة الليبية وممثليها في المجلس الوطني الليبي وإسقاط الشرعية العربية عن نظام القذافي بالجامعة ومحاولة تزويد الثوار بكل ما يلزم للصمود والتصدي لمحاولات القذافي في النيل من إرادة هذا الشعب ومطالبة الدول العالمية بإسقاط الشرعية عن القذافي ومحاصرته، وبالتالي فإنه سينتهي عاجلاً أو عاجلاً. أما عن المطالبة بتوفير حماية للشعب الليبي من طيران القذافي بتأمين حماية جوية، فهذا ممكن شرط ألا تفرض دول الغرب بعض الشروط لا على الجامعة العربية ولا على الثورة الليبية يعني من دون أن نسمح للغرب أن يفرض علينا شروطاً لصالح مصالحه العدوانية والاستعمارية. إن النظام الرسمي العربي قادر إذا أراد وإذا حُسنت النوايا وإذا توافرت الإرادة والرغبة في حماية البيت العربي من حسم الأمور في ليبيا لصالح الثورة والشعب الليبي فهو يملك كل مقومات الدعم العسكري والمادي والاقتصادي وعليه اليوم أن يسخّر هذه القدرات لحماية البيت العربي وصيانته من أعدائه الذين تتضارب مصالحهم مع مصالحنا وأهدافهم مع أهدافنا، أما إذا تخاذلوا وتقاعسوا وتفرقوا وقرروا الاستعانة بالغرب فنقول لهم لا.. وألف لا.. لأن العراق لا يزال ينزف.