نحن.. وعالم الصعلكة..!!

في كل موسم.. يتم طرح بعض النماذج عبر الأفلام في أمريكا والغرب.. وسرعان ما تتحول هذه النماذج المتخيلة إلى نماذج تعيش في ذاكرة الإنسان سنوات وسنوات.. في الموسم الماضي أطل علينا "الجوكر".. هذا النموذج الذي اكتسح عالم الطفولة عبر الأزياء والأقنعة.. نعم بمقدورهم أن يخلقوا النماذج الواقعية والمتخيلة لتعيش في الذاكرة بل وتثير الجدل والنقاش.. طبعًا أصحاب خلق هذه النماذج يحصدون المزيد من المكتسبات.. وقبل أن يتلاشى تأثير النموذج يفكرون في نموذج آخر..!! لماذا لا نفكر في تقديم نماذج عاشت في ذاكرة الأمة عبر الدراما؟ سواء في إطار المسرح، السينما، الدراما التلفزيونية.. لدينا العديد من النماذج.. فالدراسات تؤكد مثلاً أن الصعاليك أول ثورة حقيقية ضد النظام الاجتماعي في المجتمع القديم في جزيرة العرب.. وهذا لا يعني الخروج عن النظام فقط أو الخروج من نظام القبيلة، ولكن تحدي الواقع المفروض. نعم كان الواقع الذي يغلف واقع الصعاليك هو الشعور بالاغتراب.. لأنهم كانوا يرفضون الغبن والظلم والجور.. يشعرون بالاغتراب لعدم قدرتهم على الانخراط مع الجماعة في إطار مفروض عليهم.. سواء مع الجماعة التي ينتمون إليها أو المحيطين بهم. قد يكون هذا الاغتراب له مسبباته، وهذا ليس مجال نقاشنا أو طرحنا.. قد يكون الاختلاف في الثقافة والفكر.. وقد يكون الأمر مرتبطًا بالمكانة الاجتماعية أو الجاه أو الثروة، خاصةً وأن أكثرهم قد ارتبط بالأدب وبخاصة الشعر والفروسية ومساعدة المحتاج.. وطبقوا نظامًا غير متعارف عليه في جزيرة العرب في تلك الحقبة، لذا كان خروجهم أولاً على تقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه، وكان كل فرد منهم يعيش صراعًا غير متكافئ بين العقل الواعي والعقل اللاواعي. من هنا فإن الصعلكة قد أخذت معنى مغايرًا للدور الذي مارسه الصعلوك.. كان الهدف الأسمى لهم الحرية في المطلق.. من يقرأ سيرة (تأبط شرًا، عروة بن الورد، السليك بن السلكة) يكتشف حقيقتهم، والمؤسف أن يندرجوا تحت بند اللصوص.. ولكن من يقرأ (الشنفري، وعروة) يكتشف أن ثورتهما كانت على الظلم الاجتماعي.. متى يشمر المبدع القطري عن ساعد الجد.. فيستحضر تلك النماذج في أعماله الدرامية..؟ مجرد سؤال..!! [email protected]