16 سبتمبر 2025

تسجيل

الدروس العشرة (8)

12 فبراير 2018

العلماء الربانيون، والفقهاء الراسخون، والدعاة العاملون، والمصلحون والمرشدون، وكل من يريد بمجتمعه ووطنه وأمته الخير والنهضة والرفعة والمجد والتقدم والرفاهية والاستقلالية والحرية المنضبطة والخير بقيمه الواسعة للمجتمعات والأوطان والأمة والإنسانية، هم صمام أمان وعزة وفخر وعطاء لا ينضب، ومنارات يُهتدى بها.  والمجتمع والدولة والأمة التي لا تعطي لهؤلاء قدر وأهمية وقيمة ومنزلة ومكانة، فهي تعيش نُذر شؤم ووبال وخسارة وغيوم سوداء تظللها إن لم يتداركوا هذا الأمر، فمن هذه الدروس:-   الدرس الأول: قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله " واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة،....". الدرس الثاني: من لهذه الأمة أو المجتمع أو الحاكم بعد الله سبحانه وتعالى إذا أفلت شمس العالم الرباني والفقيه الراسخ والداعية العامل والناصح الراشد، والمصلح المشفق، وانطفأ سراجه، واعتقل في سجن، وفرض إقامة جبرية ظالمة عليه في  بيته، أو تغيب دوره قسراً وظلماً وعتواً واستكباراً، وغير ذلك من الإجراءات التعسفية المجحفة الكريهة الظالمة في حقهم، التي لا يرضاها دين ولا شرع ولا قانون ولا عرف ولا أخلاق، كيف ستكون حالته وكيف سيكون مصيره ؟. الدرس الثالث: في الحديث الشريف " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب "، فكيف بمن يعادي العلماء والدعاة والمصلحين وأهل الرأي والفكر والبناء والنقد البنّاء الإيجابي، يسجنهم ويتطاول عليهم ويشن عليهم حرباً لا هوادة فيها. أين الحكمة والعقل والجادة في الطريق؟ هذا إن كان لكم عقل وحُسن تصرف...! فقد تعرضتَ لحرب الله القوي عليك .. فانتظر..! فلا تخدعنك بطانة السوء السفهاء الأقزام. الدرس الرابع: في الحديث الشريف " ليس منا من لم يُجلّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه " فلماذا بعض الحكام والبطانة السيئة والرويبضة والمرتزقة والحاشية تهين العلماء والدعاة والمصلحين وأهل الخير والمعروف والفكر وتُنكّل بهم، وهذا كله مشاهد وواقع وحاضر أمامنا. الدرس الخامس: الحذر كل الحذر من إبعاد العلماء الربانيين والدعاة العاملين خاصة من بلاط الحاكم والنصح له، فإنه فساد وهلاك وضياع له ولدولته وتسريع بالانهيار ولو بعد حين، هكذا تقول وقائع وصفحات التاريخ...! الدرس السادس: تقريب دعاة السوء وأدعياء العلم من الحاكم ومفاصل شؤون الدولة وتمكينهم ورفع شأنهم الزائف لهو فساد وأي فساد وخيانة للأوطان والأمة والمجتمعات وقبل هذا كله خيانة للدين والحق ومسيرة العدل. الدرس السابع: أي خير ينتظر ويرجى من حاكم أو رئيس دولة أو مسؤول يهين العلماء الربانيين والدعاة العاملين والمصلحين وكل من يريد الخير لمجتمعه وأمته بالاعتقال وإلصاق التهم الباطلة عليهم وشيطنتهم إذا لم يقفوا مع  ما يريده من باطل ومنكر وسوء الذي يمشي هو فيه، وتمييع الأحكام من أجل ما يريده لا ما يريد الشرع الحكيم. الدرس الثامن: الجزاء من جنس العمل، فليحذر الذي يسجن ويعتقل ويتطاول على العلماء والدعاة والمصلحين وأهل الخير والصلاح والإصلاح، فليحذر من إمهال الله تعالى له فهو عز وجل ذو القوة لا يهملك. فانتبه وأخرجهم واعتذر لهم . الدرس التاسع:  قال الإمام مالك بن دينار رحمه الله " كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة، وكفى بالمرء شراً ألاّ يكون صالحاً ويقع في الصالحين ". فما بالكم يا سادة يا كرام بمن يقرّب الشراذم وأهل الإفك وأعداء الأمة ومستشاري السوء ويبعد ويُهمش ويسجن العلماء الربانيين والدعاة المصلحين والفقهاء الراسخين وأهل الإصلاح والنصح الرشيد عن المجتمع والأمة، إنه استخفاف ما بعده استخفاف...!   الدرس العاشر: نقولها بكل فخر واعتزاز أن دولة قطر _يحفظها الله_ منذ المؤسس رحمه الله وحتى يومنا هذا ما عُرف عن حكامها الكرام وشعبها العزيز أنهم أهانوا العلماء والدعاة والمصلحين وتطاولوا عليهم، أو سجنوهم  لا... بل عرفوا حقهم وقدروا مكانتهم وأنزلوهم منازلهم، ونشروا علومهم واحتضنوهم وأكرموهم. لأنهم ورثة الأنبياء. فالقادة الكبار والحكّام العقلاء الفضلاء يعرفون قيمة العلم والعلماء الربانيين والفقهاء الراسخين والدعاة العاملين وأهل الإصلاح والمعروف والنصح. فلله دركم يا قادة قطر_يحفظها الله_. "ومضة" جاء في كتاب "آداب الملوك" للثعالبي رحمه الله عن علي بن أبي طالب الخليفة الراشد رضي الله عنه أنه قال " من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ". فتأمل...!. ‏‫