تأملات في نتائج الشركات وتوزيعاتها (3)

29.63 مليار ريال أرباح 27 شركة أفصحت عن نتائجها حتى الآن تم خلال الأسبوع الماضي الإفصاح عن نتائج 6 شركات أخرى، هي الخليج الدولية وبروة، والتحويلية، والسلام، والرعاية، والمتحدة للتنمية، وارتفع بذلك عدد الشركات المفصحة عن نتائجها إلى 27 شركة. وفي حين تقلصت أرباح أربع شركات هي الخليج الدولية وبروة والمتحدة والرعاية، فإن أرباح التحويلية زادت بنسبة 14.9%، وزادت أرباح السلام هامشياً. وبينما أعلنت كل من التحويلية والرعاية توزيع أرباح نقدية بنسبة 30%، أوصت بروة بتوزيع 25%، والمتحدة 12.5%، والسلام 8% فقط، وبلغ مجمل أرباح الشركات المفصح عنها حتى تاريخه- وعددها 27 شركة - نحو 29.63 مليار ريال، بانخفاض نسبته 8.8% عن نتائج نفس العدد من الشركات في عام 2015. ولو تأملنا نتائج شركة الخليج الدولية لوجدنا أن أرباحها قد سجلت انخفاضاً كبيراً في عام 2016 حيث بلغت 67 مليون ريال فقط مقارنة بـ 801.4 مليون ريال في عام 2015. والحقيقة أن شركة الخليج الدولية قد تأثرت بشكل حاد بانخفاض أسعار النفط، حيث مالت شركات البترول إلى تقليص أنشطتها بعد سنوات وصل فيه ذلك النشاط لذروته. وفي حين وزعت الشركة نحو 5.5 ريال للسهم في إحدى السنوات السابقة، فإنها لم تتمكن هذا العام من توزيع أكثر من ريال واحد، وبالتالي انخفض سعر السهم إلى 27 ريالاً. ومن جهة أخرى، تقلصت أرباح شركة بروة إلى 1.6 مليار ريال مقارنة بـ 3056 مليون ريال في العام السابق. والحقيقة أن هذه المقارنة تبدو ظالمة للشركة، فأرباح هذا العام التشغيلية تزيد بكثير على أرباح العام السابق التي تضمنت أرباح بيع عقارات بقيمة 2.7 مليار ريال، ومن ثم لو استبعدنا هذا البند سنجد أن أرباح بروة قد تضاعفت هذا العام عدة مرات ولم تنخفض. وهذه النقطة التي تكررت مع شركات أخرى في سنوات سابقة تُظهر أن تضخيم الأرباح لشركة ما في أي سنة اعتماداً على أرباح استثنائية، يؤدي بالضرورة إلى انخفاض كبير في أرباح السنة التالية. لكن توزيع الشركة لأرباح بواقع 2.5 ريال للسهم قد حافظ على استقرار سعر السهم حول مستوى 38.5 ريال. وانخفضت أرباح الرعاية إلى الثُلث تقريبا، نتيجة أزمة التأمين الصحي، وانخفض سعر السهم إلى 65.4 ريال، أو إلى نصف ما كان عليه خلال عام. وقد سجل السعر بعض التماسك بعد توزيع الشركة لثلاثة ريالات للسهم. وسجلت شركة المتحدة للتنمية انخفاضاً في أرباحها بنسبة 9.7% إلى 623 مليون ريال، وهي قد أوصت بتوزيع ريال وربع للسهم الواحد، مما أبقى على سعرها مستقراً عند 21.5 ريال مقارنة بـأعلى سعر وصله خلال العام وهو 22.94 ريال. وفي المقابل، ارتفعت أرباح التحويلية بنسبة 14.9% إلى 193.9 مليون ريال، وأوصت بتوزيع 3 ريالات للسهم، فسجل سعر السهم ارتفاعاً ملحوظا إلى 47 ريالا، مقارنة بأدنى مستوى له خلال العام وهو 36 ريالاً للسهم. أما شركة السلام فكانت أرباحها مستقرة عند مستوى 114.2 مليون ريال، وهي قد أوصت بتوزيع 80 درهماً للسهم، فتحسن سعر السهم قليلا إلى 11.95 ريال، ولكنه ظل دون أعلى مستوى وصله خلال العام وهو13.69 ريال. وسيتم في الأسبوع القادم الإفصاح عن نتائج ثلاث شركات فقط هي قطر وعمان، وقطر للوقود، والعامة للتأمين. وكانت العامة للتأمين قد سجلت ارتفاعاً في أرباحها في الشهور التسعة الأولى من العام بنسبة 34.7%، وهي قد وزعت 15% نقداً و10% أسهم مجانية في العام السابق، ولو تكرر ذلك فإنه سيساعد على استقرار سعر السهم فوق 40 ريالاً، ولكنه قد لا يرتفع فوق الخمسين ريالاً كما كان خلال العام. أما شركة وقود فقد تراجعت أرباحها في 9 شهور بنسبة 12.2%، وهي قد وزعت 82% نقداً و8% أسهم مجانية في العام السابق. وبالتالي قد تقتصر توزيعات هذا العام على 80% نقداً، وهو ما قد يحافظ على سعر السهم قريباً من 158 ريالا للسهم. أما قطر وعمان فقد تراجعت أرباحها في 9 شهور بنسبة 35.2%، وهي قد وزعت 60 درهماً للسهم في العام السابق، وقد توزع 50 درهماً هذا العام، وهو ما قد يُبقى سعر السهم فوق 10 ريالات للسهم.