16 سبتمبر 2025

تسجيل

الجنادرية "31 " ملتقى الإبداع ومشاركة قطرية "غير"

12 فبراير 2017

من خلال مزجه بين الماضي والحاضر وملامسة تراث الأجداد إعجاب لافت للنظر بالشعر القطري الفصيح والنبطي وبالأدب والتراث والعرضة القطرية عن طريق مثل هذه التظاهرات الثقافية نستطيع الوصول للآخر بكل يسر وسهولة أصبح مهرجان الجنادرية التراثي الذي يقام بشكله السنوي من المظاهر الاحتفالية التي يشار إليها بالبنان ليس لكونه يقام في مدينة الرياض السعودية فقط ، بل لكونه منارة إشعاع فكري وتراثي وحلقة تواصل بين ثقافات الشعوب العربية بشكل عام والشعوب الخليجية بشكل خاص ، وهو ما شجعني على المشاركة في نسخة هذا العام 2017 مع ثلة من الأدباء والكُتَّاب والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي والموروث الشعبي في قطر، واعتقد بأن المشاركة القطرية في هذا المهرجان قدمت لأول مرة بشكل مغاير عن المشاركات السابقة. وللعلم فإن مهرجان الجنادرية قد انطلق لأول مرة في عام 1985 وهو يكمل اليوم 31 سنة من عمره أو من نسخنه الـ 31 بعد ثلاثة عقود من العطاء والإبداع لخدمة التراث والثقافة والفنون وتقديمها لأجيال اليوم بشكل مبسط وجميل. وهذا الملتقى السنوي أصبح بمثابة نقطة تحول في مجال الإبداع العربي خاصة في ميدان الأدب والشعر والمبارزة بين الأدباء والشعراء والكُتَّاب وعشاق الفنون الأدبية بأنواعها المختلفة ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فان الجنادرية لهذا العام كان مهتما في إظهار التراث الإنساني للشعوب وتراثهم الشعبي على وجه الخصوص ، هذا بجانب التركيز على المهن والحرف اليدوية والتقليدية ، والأطباق والمأكولات الشعبية والتراثية التي كانت متواجدة طوال أيام المهرجان بكل تفوق ونجاح ، وما يفرحنا أن الذين يقومون بإعداد الولائم ووجبات العشاء اليومية هم من القطريين ، وكذلك كانت السيارات الكلاسيكية القديمة متواجدة بشكل مميز واستطاعت أن تجذب الكثير من الزوار إليها . وزين الجناح القطري وأدخل عليه البهجة وسرور الحضور من الشعب السعودي هو الحضور المميز لرقصة العرضة القطرية بقيادة ربانه " خالد جوهر " مع زملائه من طاقم الفرقة والمؤدين والعارضين لهذا الفن القطري الأصيل ، وكانت الشيلات الحربية القطرية القديمة محط إعجاب الجميع. الشيء الذي لفت نظري أيضا أن المشاركة القطرية في نسخة العام كانت مختلفة عن السنوات الماضية ، فقد أعجبتني مشاركة قطر بشكل مغاير عن الدورات السابقة ، مثل حضور بعض الشعراء والأدباء والكُتَّاب القطريين الذين حضروا خصيصا لهذه المناسبة، وبخاصة من شعراء الفصحى وشعراء النبط وبعض الأدباء في الفنون الأخرى ككتاب الصحافة ونحو ذلك. كذلك أعجبتني المشاركة القطرية في مجال الهجن والخيول العربية الأصيلة ، مع وجود التراث البري والبحري على السواء ، فالنهام على ظهر سفينة الغوص القطرية في السابق كان مبدعا في هذا الجنادرية لهذه السنة من خلال إبداعات فن النهمة للنهام القطري الشاب عمر أبو صقر الكواري ، وكذلك كان الباحث ناصر الخليفي مساهما بشكل كبير في التعريف بتراث البحر وحياة الغوص على اللؤلؤ في قطر قديما ، وهو ما جعل العديد من ضيوف المملكة والبلدان العربية الأخرى يترددون بكثرة على جناح قطر البحري الذي لفت الانتباه واستقطب الآلاف من الزوار . كذلك كان تراث البادية الأكثر رواجا في جنادرية هذا العام من خلال بيت الشعر القطري الذي كان يقدم وبشكل يومي المظاهر التراثية بشكل منوع ، مثل تقديم الألغاز الشعبية والأهازيج والأغاني التراثية بشكل لافت لأنظار كل الحضور وبخاصة من قبل إخواننا في المملكة العربية السعودية . كما كان الكتاب القطري محل تقدير الزوار ، حيث كان الكثير يسأل عن الأدب والفكر القطري وعن تاريخ وثقافة شعبنا ، وكذلك الرياضة القطرية ، والقصة والرواية ، وعن الطفرة التنموية التي تشهدها قطر خلال الفترة الحالية ، وعن تنظيم قطر للمونديال 2022 وأين وصلت قطر في هذا الملف. وكان يوم الخميس الماضي موعدنا مع " الجلسة الأدبية " من خلال لقاء سعادة وزير الثقافة والرياضة مع المثقفين والأدباء والشعراء من قطر والجزيرة العربية في صورة أظهرت مدى التلاحم بين أبناء الخليج الواحد عندما تتشابه اللغة والثقافة والديانة والموروث الشعبي في هذه التظاهرة الثقافية الفريدة في مضمونها ومحاورها ، حيث أعجبت جميع الحضور والزوار لجناح قطر في الجنادرية. ** كلمة أخيرة : الشيء الذي أثلج صدورنا في جنادرية 2017 هو تميز جناح دولة قطر عن بقية البلدان الأخرى من ناحية المظاهر التراثية القطرية المتميزة والتي اختيرت بعناية شديدة وهو ما جعل الزائر السعودي وغير السعودي يقبل عليها بكل شوق من خلال التواجد اليومي الكثيف وغير المسبوق للجمهور مقارنة بتجربة الأعوام الماضية. [email protected]