18 سبتمبر 2025

تسجيل

أنت من يتغير!!

12 فبراير 2015

حياتنا لا تدوم، فإنما هي أيام وليال لا تتجاوز في مجموعها المائة عام في حساباتنا، وهي بالحسابات الإلهية لا تتجاوز الثواني، استناداً إلى الآية الكريمة "وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون".. احسب عمرك وفق هذه المعلومة، وانظر كم مدة حياتك!حقيقة من حقائق الكون التي نتغافل عنها وننساها. إن الحياة التي أعنيها ليست الحياة الدنيا الكبيرة، وإنما حياة كل فرد منا وهي الأهم، فهل تعيش حياتك كما يجب وهل تجدها بالشكل الذي تتمناها أو دعني أقل: هل حياتك جميلة حلوة؟ سيقول أحدكم على الفور، حياتي ليست حلوة كما أتمناها، وعنده ما يدفعه إلى ذلك القول سواء اتفقنا معه أم اختلفنا، وقائل ثان يقول بعكس الأول وأن حياته جميلة وعنده هو أيضا ما دفعه إلى التصريح بذلك. وثالث لا إلى هذا ولا إلى هذا، وهكذا البشر يتفاوتون في اختياراتهم ورؤاهم للأمور، تبعاً للظروف اللحظية التي يعايشونها أو التي عايشوها وما زالت لها صداها في نفوسهم.. إن الأمور التي تراها أنت اليوم في الحياة، هي نفسها التي ربما رأيتها قبل عام أو أكثر ما تغيرت، فالقوانين الحياتية من فيزيائية أو كيميائية أو غيرها تسير بدقة عالية وانضباط عجيب لا تتغير، ولكن الذي حصل هو أنك أنت من تغير أو ظروفك تغيرت أو مزاجك أو نفسيتك إلى آخره.. فنحن من يتغير وليست حقائق الحياة. أنت ترى الحياة جميلة اليوم ليست لأن الشمس أشرقت مبكراً عن الأمس، أو الجاذبية تغيرت في منطقتك، أو غيرها من تلك الحقائق الحياتية، ولكن أنت المتغير في هذه الحياة، ومتى ما فهمت هذه الحقيقة، عرفت كيف تواجه الأمور في حياتك، وعرفت متى تسعد، وإن حزنت لأي سبب ستعرف على الأقل مصدر الحزن وكيف يمكنك التغلب عليه..هذه الدنيا هي مجموعة حقائق، ربما نكتشفها مع الزمن أو مع التجارب الحياتية.. وكلما تعمقت في فهم أنك المتغير في هذه الحياة، كلما عرفت كيف تسير بحياتك نحو حياة أخرى خالدة قادمة، لمثلها يعمل العاملون ويتنافس عليها المتنافسون.