19 سبتمبر 2025
تسجيلكان جميلاً ورائعاً أن يحتفل القطريون، قيادة وشعباً، بحدثين رياضيين كبيرين، وكلاهما يعكس الوجه الحضاري لهذا البلد الواعد.. اليوم الرياضي للدولة والإعلان عن تعويذة مونديال اليد الذي يقام بالدوحة في يناير المقبل وبدء العد التنازلي له. كان يوماً جميلاً بالفعل، وحفل بالمتعة والبهجة.. تخلص فيه الجميع من هموم الحياة وضغوطاتها واستمتعوا بممارسة الرياضة بشتى أنواعها.. وفي الوقت نفسه كانوا ينظرون للمستقبل القريب والبعيد.. المستقبل الذي يشهد مع إطلالة العام المقبل تنظيم أكبر حدث عالمي رسمي في ثاني أكبر اللعبات الجماعية من حيث الشعبية، وهو مونديال اليد "قطر 2015".. والمستقبل الذي يشهد، بعد ثماني سنوات تحديدا، مونديال القرن الواحد والعشرين وهو مونديال كرة القدم "قطر 2022 ".. وأقول مونديال القرن لأنه للمرة الأولى يقام في دولة عربية وخليجية وإسلامية.. وإنه سيكون مونديالا خياليا في ضوء ما نلمسه من تخطيط وإعداد غير مسبوق يسير جنبا إلى جنب مع تطوير شامل للدولة ككل. لقد كانت لفتة ذكية جداً من اللجنة العليا لمونديال اليد عندما قررت أن يقام حفل الإعلان عن تعويذة المونديال في نفس يوم الاحتفال بيوم الرياضة، مستفيدين من الزخم الرسمي والشعبي.. وهو ما عكسه هذا الحضور الرسمي الكبير والأعداد الغفيرة من الجماهير التي استمتعت بهذه الأجواء الاحتفالية والكرنفالية والاستعراضات الموسيقية والفنية والمؤثرات السمعية والبصرية والألعاب النارية المبهرة على كورنيش الدوحة. ومع إعلان العد التنازلي فإن الشهور المقبلة من المؤكد أنها ستشهد عملا جادا من أجل وضع الرتوش واللمسات النهائية لاستقبال الحدث المونديالي الكبير والذي، كما قلت من قبل، سيشهد مشاركة عربية كبيرة غير مسبوقة بعد تأهل ستة منتخبات عربية، هي قطر ومصر والإمارات والبحرين والجزائر وتونس، وهو ما يزيد من شعبية وجماهيرية البطولة والتي قد تحقق حضورا جماهيريا قياسيا. وأرى أن البطولة لن تحتاج إلى دعاية وترويج عربي.. وإنما تحتاج إلى ترويج أوروبي وآسيوي وأمريكي لجذب أكبر عدد من الجماهير الأجنبية وإظهار الوجه الحضاري للدولة وذلك من خلال التواجد المكثف في الفترة المقبلة في وسائل الإعلام العالمية المختلفة وهو أمر أرى أن المسؤولين في اللجنة المنظمة يضعونه في اعتبارهم وخططهم.