13 سبتمبر 2025
تسجيللطالما كان لصياغة الكلمات ولدقة التعبير جمال يأسر القلوب ويملكها من شدة التأثير، فكما تغنى الشعراء وتلاعب الكتاب بالكلمات، وأثنى الفلاسفة بالعبارات التي أسرت وخطفت قلوب واهتمامات المتابعين، والجمهور الذي أسره محتوى الكلمات من دقة وصياغة التعبير لحدث ما أو في وصف موقف معين. فحضرتني قصة رجل أعمى جلس على احدى عتبات عمارة واضعا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها: "أنا أعمى ارجوكم ساعدوني". فمر رجل اعلانات بالاعمى ووقف ليرى بأن قبعته لا تحتوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها، ودون أن يستأذن من الاعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى، وأعادها مكانها ومضى في طريقه. وبعد فترة لاحظ الاعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والاوراق النقدية، فعرف أن شيئا قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب عليها فكانت الآتي: "نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله". فرجل الاعلانات يمثل في زمننا الآن قنوات السوشال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، فربما تغريدة أو بوست أو فيديو بسيط مع عبارة يثير ويسبب مشكلة أو يثير قضية أو فتنة معينة، أو ربما يحل ويعالج مشكلة ما، ويساهم في نشر الاجر والمعروف لشخص في أمس الحاجة إلى ذلك، فالطبيعة البشرية تنفر من الشخص طالب الحاجة والذي يتسول ويتذلل بهدف تسكين احتياجاته بينما تتعاطف وتتساند مع من هو بحاجة لهذه المساعدة ولكن لا يطلبها وخصوصاً في شيء ليس له يد بتغيره أو خلقه كالاعاقه الجسدية مثلاً فهنا يأتي عامل التعامل بالعاطفة والمساعدة بشكل مباشر بالرغم من الطلب غير المباشر. خاطرة،،، عندما لا تسير الأمور على ما يرام غير من وسائل الطلب واتخذ من نقاط ضعفك وسيلة لتقويك.