28 أكتوبر 2025
تسجيلنشأنا ونحن على مقاعد الدراسة بالإيمان التام بمقوله" العلم نور والجهل ظلام" ، وخصوصا في المجتمع المدرسي بهدف الاجتهاد والتعلم والاكتشاف والتزود بالمعارف الدراسية اللازمة للانتقال من صف لصف، ومن مرحلة لمرحلة انتهاءً بالمرحلة الثانوية ووصولًا للجامعية ، وبعد أن توسعنا في الثقافة وكبرنا وازددنا معرفةً وإدراكاً ، فقدنا إيماننا المطلق في هذه المقولة ، وخصوصاً في ظل نمط الحياة الواقعية ، والظروف السريعة المتغيرة ، وتقلب النفوس والقلوب ، فالمعرفة الزائدة أحياناً، والبحث عن الحقائق والأسباب وخفيا الأمور يضر أكثر مما ينفع ويفيد صاحبها ، ولربما لو كان على جهل ببعض الأمور لما حدثت مواقف وردود أفعال من ضيق وحزن وزعل وتوتر وغيرها ، أمور كان بالإمكان تفاديها بعدم معرفتها والجهل بها من الأساس . فالمعرفة والجهل كلمتان مترادفتان عكس بعضهما تماماً، من حيث المعاني والخصائص والصفات ، فالعلم بالشيء مختلف تماما ًعن الجهل به ، وأقصد هنا بكلمة المعرفة ليس العلم بحد ذاته ولكن المعرفة التي أعنيها هي البحث عن الحقيقة وتحريها ، فللمعرفة فوائد للتنبيه والاسترشاد والتصحيح ، والمعرفة طريق طويل يأتي نتاج البحث والتعلم ويحتاج لصبر ومشقة ومجاهدة النفس للوصول إلى هذه الحقيقة أو اليقين الذي لا يخالطه إي شك. من رحمة الله سبحانه وتعالى جهلنا بالأمور الغيبية والقدر للتخفيف عن الإنسان المؤمن، ماسوف يحدث في حين آخر ؟ ، فتخيل ماذا سوف يحدث لو كنت تعلم أنك يوم غد سوف تتعرض لحادث مروري مروع أو تصاب بمرض قاتل وتموت ؟ ، فحتماً أنك لن تخرج من المنزل في هذا اليوم ، وسوف تظل تفكر وتفكر كيف تستعد لهذا اليوم وتخطط له لتتجنب أقل ضرر ممكن يصيبك ؟ ، ولربما تغير وسيلة تنقلك بدلاً من السيارة خشية أن تصاب بهذا الحادث ، ولربما تتوب وتتصدق وتصلي وتستغفر فقط لأنك تعلم بهذه المعلومة ، وليس لأنك تريد ذلك في قرارة نفسك، مع علمك التام بأن القضاء والقدر ساري لا محالة ، فالجهل بالغيب نعمة عظيمة من نعم الله ، تجعلنا في ارتباط دائم به ، وتوكل واحتساب وخوف ورجاء لأننا نجهل القادم فيما يخصنا ومن حولنا ، ولو علمنا ببواطن الناس ماصحبنا أحدا ، وما صاحبنا أحد لأننا نسعى إلى الظهور أمام الناس بالشخصية المثالية الخالية من العيوب والنواقص ، وننسى دائما بأنه لا يوجد إنسان كامل ومثالي ، فالكمال لله وحده سبحانه جل وعلا . خاطرة ،،، في كثير من الأحيان عندما نتعمق بمعرفة الحقيقة أكثر فأكثر، سوف نجد أن للجهل طعماً رائعاً يسمى " راحة البال.