11 سبتمبر 2025
تسجيلنلتقي أحيانا ببقية ممن لا يزالون يعيشون الخيال الذي رسمه لهم السيسي ، ويؤيدونه على غير وعي بما ينكشف كل يوم من فضائح انقلابه ، وما يتجلى تباعا من مؤشرات سقوطه وخرابه ، وغير شعور بالمسؤولية الدينية والوطنية عن التدهورات والترديات والانهيارات التي يقود مصر إليها . لكننا نحرص على الترفق بهم واحتمال منطقهم ، ثم نغلبهم بعلو منطقنا وموضوعية أفكارنا ، ونتسعهم بشدة تحملنا ؛ كيف لا وهم الزميل والجار والصديق ومن لا نتخلى عنه ويسوؤنا أن يصير سنا في ترس الباطل ! ولقد عودت نفسي أن أتقبل الحوار وأن أوجه إليه .. وفي هذا السياق جمعني لقاء حواري مع صاحبي الذي هو منهم والذي أستميحه عذرا أن أُعرّض به اليوم ولا أقصد انتقاصه ولكن رفض أفكاره ومنطقه . صاحبي قال : لماذا يهزؤون بالسيسي ؟قلت : هي صنعة أنتم بدأتموها .قال : ولماذا يستمرون في رفض النظام ؟قلت : لأنها طريقة الوصول التي أنتم استخدمتموها .قال : ينسبون للسيسي مشكلات ستين سنة وهي ليست من صنعه ؟قلت : ولا من صنع مرسي .قال : ولكن مرسي كان فاشلا لسنة كاملة ؟قلت : والسيسي أكثر فشلا ولثلاث سنوات أو يزيد .قال : كان مرسي تابعا لمكتب الإرشاد .قلت : غير صحيح ؛ ثم إن صاحبكم تابع للكنيسة وإسرائيل .قال : السيسي نيته طيبة ويحب مصر .قلت : لنا الظاهر ؛ أما السرائر فيحاسب عليها الله . قال : السيسي حنون وكلامه رقيق ومؤثر .قلت : ليس الأهم ما يقوله ولا حنانه ؛ ولكن فعله وعجزه وما تجني يداه .قال : السيسي لا يستطيع أن يصنع المعجزات .قلت : ولا مرسي ؛ الذي نجح رغم كل المعوقات .قال : ولكن تعويق السيسي اليوم إعاقة لمصر .قلت : هي معركة بيننا وبينكم ، ومعكم فيها كل أسباب النصر .قال : الشعب لا يريد مرسي والجيش مع السيسي .قلت : والشعب لا يريد السيسي ؛ والانتخابات مع مرسي .قال : أمريكا وبريطانيا والعالم يعادوننا .قلت : ولكن الذي نراه أن إسرائيل معكم .قال : مرسي كان يقود لفتنة محققة .قلت : والسيسي أدخلكم فيها وأجج عليكم نارها .قال : فأين الشفقة على مصر ؟ قلت : أنتم تقودونها إلى الخراب ؛ فأشفقوا أنتم .قال : فما المخرج ؟قلت : من دخل مدخلا خاطئا يخرج منه .آخر القول : الانقلاب في مصر هو الذي وضع قواعد لعبة التدافع بين الجيش والشرعية ، واستولى بها على السياسة ، فليس له إلا أن يستكملها بنفس الشروط ، ولن يصح في الشعب المصري إلا ما صح لكل الشعوب المحترمة .