30 أكتوبر 2025
تسجيلتأتي زيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى قطر، ولقاؤه بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لتؤكد أهمية مثل هذه الزيارات التي لم تكن الأولى بين قادة البلدين، فاللقاء تاريخي ، وله زيارات سابقة وبخاصة في عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (1995 - 2012) حيث قدمت قطر منذ ذلك التاريخ العديد من المواقف المشرفة للبنان الشقيق.وما من شك أن مواقف قطر المشرِّفة تجاه لبنان والوقوف معه في محنته السابقة كانت من الأمثلة الحية التي يحتذى بها لإعادة الاعمار إلى هذا البلد الجريح ، والشيء نفسه يقال عنه عندما ظل لفترة طويلة بلا رئيس ، ولكن تم التغلب على هذا الأمر باختيار رئيس جديد له قبل فترة قصيرة ، وأصبحت لبنان اليوم تلعب دورها الطبيعي في توحيد كلمة الفرقاء في لبنان ومن بعد ذلك التوجه للبلدان العربية في أخذ الدعم منها لتكملة المسيرة اللبنانية. وقبل أيام كان الرئيس عون في المملكة العربية السعودية حيث التقى الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ، وهي بلا شك زيارة مهمة لكسر الجمود بين دول المنطقة والتطلع إلى علاقات متميزة أفضل عن السابق خاصة أن لبنان يحتاج في مثل هذه الظروف إلى الدعم السياسي من جهة والدعم المادي من جهة أخرى لاعمار لبنان.ومثل هذه الزيارة سواء كانت إلى المملكة العربية السعودية أو قطر ، فإنها تمثل مرحلة جديدة من علاقات لبنان بدول الخليج العربي ، بعد مرحلة انقطاع استمرت لسنوات طويلة ، وعودة المياه الراكدة إلى مجاريها يؤكد أهمية لجوء لبنان إلى شريكاتها من أقطار دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن.من هنا فان زيارة الرئيس عون إلى الدوحة في سنة 2017 فهي الزيارة الثانية ، بعد زيارته لها في سنة 2005 م عندما لقي من قيادتها كل الدعم والمساندة من القيادة القطرية في ذلك الوقت ، وهي اليوم تحمل بين طياتها الكثير من الدلالات والمعاني من أجل استعادة تلك العلاقات المتميزة ، وذلك من خلال استعادة الدفء في تلك العلاقات القديمة ، والعمل على بناء علاقات جديدة بين الزعيمين القطري واللبناني ، والتي من شأنها أن تسهم في دعم الاستقرار في عهد الرئيس عون على الصعيد السياسي.** من هنا :فإن قطر كانت وما زالت تؤمن بدورها الراسخ في دعمها لاستقرار لبنان الشقيق وأمنه والعمل في التوافق بين جميع الأطراف اللبنانية.** في الختام :هذه الزيارة إلى الدوحة تأتي بسلاسة تامة لتفادي رواسب الماضي ، والتطلع لمستقبل زاهر في تقوية أواصر العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين ، وهي بلا شك تسهم مساهمة كبيرة في إعادة المناخات إلى سابق عهدها ، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وقطر لكونهما من الدول العربية الأكثر تأثيرا في المشهد السياسي العربي.** كلمة أخيرة : لابد من منح الثقة للرئيس اللبناني الجديد ميشيل عون للسير بلبنان إلى بر الأمان ، من خلال عمله على لم الشمل وإعادة الاستقرار والوئام إلى لبنان الجريح.