20 سبتمبر 2025

تسجيل

العام الثقافي.. والتفاهم الإنساني

12 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مبادرة ثقافية رائدة أطلقتها متاحف قطر، انطلاقا من دورها كهمزة وصل بين المتاحف والمؤسسات الثقافية والمواقع التراثية لتعزيز التفاهم الإنساني والتقارب الحضاري بين الشعوب، فقد أطلق مكتب العلاقات الثقافية بالهيئة ضمن برامجه الثقافية قبل خمس سنوات مبادرة "العام الثقافي"، بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث. وعبر هذه المبادرة يتم تنظيم العديد من الفعاليات على مدى عام كامل (من أول يناير إلى آخر ديسمبر)، يتم خلالها تقديم معارض فنية وتشكيلية وعروض مسرحية وسينمائية ووثائقية وحفلات موسيقية وأنشطة ترفيهية ومباريات رياضية وأمسيات ثقافية ومحاضرات فكرية وندوات أدبية وبرامج تعليمية ومسابقات ومهرجانات. وهذه الأنشطة المتنوعة المتاحة للجمهور من مختلف الشرائح العمرية في كلا البلدين طوال العام الثقافي، تأتي في إطار برامج التبادل الثقافي الثنائي مع إحدى الدول، للتعريف بمختلف الثقافات العالمية من خلال تلك الفعاليات في قطر، وكذلك إلقاء الضوء على الثقافة القطرية في تلك الدول، وذلك عبر أنشطة مختلفة للمؤسسات الثقافية، تستهدف تعزيز الاهتمامات المشتركة، وتبادل القيم الثقافية والحضارية. وكان العام الثقافي الأول لهذه الشراكة الثقافية (قطرـ اليابان2012)، وتلاه (قطرـ المملكة المتحدة 2013 )، ثم (قطرـ البرازيل 2014)، ومن بعده (قطرـ تركيا 2015)، وهذا العام (قطرـ الصين 2016)، والذي دشنته هيئة متاحف قطر الاسبوع الماضي، لتبدأ عاما ثقافيا جديدا تشيد خلاله جسرا آخر من التعاون وتبادل الأفكار والتفاعل الثقافي مع هذه الدولة الكبرى بحضارتها العريقة، والتي تتماهى في ذلك مع حضارتنا العربية الإسلامية في قطر. ولا شك أن مثل هذه الشراكة الثقافية على مستوى دولتي العام الثقافي، وما تتضمنه من تفاعلات عديدة بين المؤسسات الرسمية والمنظمات الأهلية وكذلك على مستوى الأفراد، تمثل إطلالة بانورامية واسعة على مختلف الألوان الثقافية، التقليدية والمعاصرة، التي تعكس الجوانب المميزة والفريدة لكلا البلدين. ولكن يتعين التنويه إلا أن فلسفة هذا العام الثقافي لا يقتصر أثرها على المدى المتوسط والبعيد، على مجرد إثراء التبادل الثقافي والفني والمعرفي بشكل مباشر، بل في الوقت ذاته تتعداه إلى دعم العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية بشكل غير مباشر، لتقود قاطرة الثقافة والحوار والانفتاح الحضاري مفاهيم التقريب بين الشعوب، وتقوية أواصر الصداقة بين الدول.