18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في بلد مثل المغرب تعود الشعب فيه على مقولة "عفا الله عما سلف" التي خرجت بها علينا أول حكومة يأتي بها الربيع العربي، كان من البدهي ألا يتوقع المغاربة اتخاذ إجراءات في حق أحد وزراء هذه الحكومة كما جرت العادة طبعا. وزراء كثر ارتكبوا الكثير من الأخطاء خلال مسارهم الوزاري، ومع ذلك لم يتخذ في حقهم رئيسهم أي إجراء يذكر. لكن الواقعة هذه المرة كانت أخطر، ولم تنحصر الفضيحة بين المغاربة وحكومتهم مثلما جرت العادة، فلحسن حظ المغاربة وسوء حظ الحكومة أن كاميرات التلفزيونات العالمية كانت تنقل الواقعة بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة. فصار المغرب بين ليلة وضحاها أضحوكة العالم بسبب صور لم تتعد مدتها بضع دقائق. انتظر المغاربة أن تتحرك حكومة عبد الإله بن كيران لتمحو عار المغاربة وتنتقم لهم من الجهة التي شوهت صورتهم وأخرستهم لمدة ليست بالقصيرة أمام هول الفضيحة التي شهدها ملعب مولاي عبد الله بالرباط. الملعب الذي صرف عليه 220 مليون درهم من أجل استضافة مباريات كأس العالم للأندية. منذ الوهلة الأولى، كانت أصابع الاتهام تشير إلى وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، بحكم أن وزارته هي المسؤول الأول عن عملية الصيانة والتجهيز التي شملت هذا الملعب. لكن الوزير المغرور ظل كما عودنا دائما مستأسدا ورافعا التحدي في وجه الجميع، رافضا حتى أن يكلف نفسه مشقة الاعتذار للمغاربة عن تلك الإهانة التي طالتهم. حتى جاء القرار من أعلى سلطة في البلاد، حيث جمد العاهل المغربي محمد السادس نشاطات الوزير وأمر بفتح تحقيق في الموضوع، وما إن أثبتت التحقيقات تورط وزارة الرياضة حتى سارع الملك إلى إقالة أوزين من منصبه. خبر نزل بردا وسلاما على 35 مليون مغربي شعروا بأن ملكهم ثأر لهم من حكومة مازال رئيسها يعاكس بلاغ الديوان الملكي ويصر على أن التحقيقات لم تثبت تورط وزيره وأن الأخير هو الذي استقال من منصبه. ومنذ متى يستقيل الوزراء في المغرب سيدي رئيس الحكومة؟ وفرضا أن أوزين وزير يفكر بالطريقة الغربية، أقر بذنبه ورأى أن يقدم استقالته، لماذا لم يعتذر حتى الآن عن الأخطاء والمخالفات التي اقترفها والتي أثبتتها التحقيقات؟ لا نملك سوى أن نصفق للقرار الذي اتخذه العاهل المغربي بإقالة الوزير، لكن يبقى السؤال: هل سيكتفي المغاربة بهذه الإقالة أم أن محاسبة أوزين ومحاكمته واجبة حتى يصير عبرة لكل وزير تسول له نفسه الاستهانة بالناخبين وإهدار أموال دافعي الضرائب، والأهم من كل ذلك إهانة شعب بأكمله أمام أعين العالم بأسره؟