19 سبتمبر 2025

تسجيل

التعايش مع الغـرب (1)

12 يناير 2015

خطابات التعايش مع الغرب على وجه الخصوص تُطرح بين الحين والآخر ومن الطرفين أو المعسكرين إن صح التعبير، المعسكر المسلم والمعسكر غير المسلم ويجمع النصراني واليهودي معاً، رغم عمق الاختلاف بينهما، لكن مع ذلك تجد الأمر شديد الصعوبة في التطبيق.. فأين المشكلة؟المشكلة بكل اختصار كامنة في مفهوم كل طرف للتعايش، والمفاهيم عادة تنشأ من معتقدات وثقافات، فما يعتقد بصحته المعسكر الغربي ليس شرطاً أن يكون كذلك في المعسكر المسلم والعكس صحيح . من هنا لا يمكن التوصل لمفهوم واضح محدد مقبول للتعايش من الطرفين ما لم يقدم طرف أو كلاهما تنازلات أو تحدث ضغوط من الطرف الأقوى على الأضعف للقبول برؤاه وهكذا. بالنسبة لغالبية المعسكر المسلم، فالأمر واضح جلي عنده حين الرجوع الى دستور الأمة، القرآن الكريم، الذي جاء فيه "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" البقرة 120. وقد جاء في التفاسير ما يوضح هذه الآية الكريمة، كتفسير الطبري مثلاً أنه "ليست اليهود، يا محمد، ولا النصارى براضية عنك أبداً، فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق، فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم. ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم، لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية، ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة، واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك، إلا أن تكون يهودياً نصرانياً، وذلك مما لا يكون منك أبداً، لأنك شخص واحد، ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة". وللحديث بقية..