14 سبتمبر 2025

تسجيل

مهاترات إعلامية

12 يناير 2014

بين الحين والحين تقوم بعض وسائل الإعلام الخليجية والعربية بدخول فصل واسع من المهاترات، سببه إفلاس في وقت ما من العطاء والإنتاج الإيجابي، ورغبة تتجدد بين الحين والآخر في أن تكون مَلكية أكثر من الملك نفسه، والأمثلة أكثر من أن نحصرها في هذه المساحة المحدودة. أحدث الأمثلة ما ذهبت إليه بعض الصحف الإماراتية في التعرض لموقف قطر مؤخراً من الأحداث الراهنة في مصر، تستشعر وكأنما مكلفة بحماية الدولة المصرية، التي ليست بحاجة الى حماية إعلامية كما يعرف الجميع، ففيها من الوسائل الإعلامية ما يمكنها الوقوف على أي مسألة والتعمق فيها وتناول تفاصيل التفاصيل. لم يكن يستدعي البتة دخول الإعلام الإماراتي في مسألة موقف ورأي لدولة خليجية تجاه حدث في دولة عربية عزيزة، أي أن الإمارات لم تكن طرفاً مباشراً في المسألة، فكما أن الإعلام القطري لم يتناول ويتعرض لموقف الإمارات على سبيل المثال من أحداث مصر، واعتبرت أن ذلك موقفاً سياسياً للإمارات وهي مسؤولة عن تبعاتها ونتائجها، فكذلك كان الأجدر بالإعلام الإماراتي التصرف بالمثل، وتعتبر ما يصدر عن قطر عبارة عن موقف خاص تتحمل هي نتائجها وتبعاتها. لقد ذهبنا إلى القول سابقاً أننا كبشر نخطئ ونصيب في تقديراتنا لمواقف حياتية كثيرة، لاسيما السياسية المتميزة بكثرة التقلبات والتغيرات، وإنه يتحتم علينا بالتالي، احترام آراء بعضنا البعض، فما تراه صائباً قد لا يكون كذلك من وجهة نظري والعكس صحيح أيضاً. هذا الأمر ينطبق تماماً على المؤسسات وكذلك الدول. قد ترى الإمارات أن موقفها من مصر هو الأصوب من بين مواقف العرب، وربما قطر ترى هي أيضاً أن موقفها هو الأصوب، وقد ترى الجزائر أمراً ثالثاً واليمن رابعاً وهكذا.. وطالما أن الأمر يحتمل الخلاف فليس على أحد الإنكار على الآخر بل وتسفيه رأيه. مثال أخير نختم به موضوعنا حول أهمية التريث قبل الدخول في حروب إعلامية، ما حدث قبل أيام حين أبدى الكاتب المصري حسنين هيكل رأياً لم يعجب الأخوة في الإعلام الإماراتي، وتحولت مواقف الوئام بينه وبين الإمارات في الأشهر القليلة الماضية، لتنقلب في اتجاه معاكس ويتحول هذا "المفكر" والكاتب "الكبير" في نظر الإعلام الإماراتي سابقاً، ليس أكثر من مسن يهذي ويهرف بما لا يعرف وبلغ من الكبر عتيا!! هذا نموذج فقط لما يحدث في عالم السياسة.. وهكذا عالم الإعلام حين لا يفقه هذه المتغيرات، ويريد أن يكون ملكياً أكثر من الملك، فيتورط ويورط الغير معه.