15 سبتمبر 2025

تسجيل

وطنٌ خالد

11 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت طفلة صغيرة في الخامسة من عمري ، عندما قرأت لأول مرة في لوحة على جدار مدرستي "وطن خالد في النفوس" في داخل خريطة دولة قطر. وبت أتساءل: ترى من هو خالد؟ وكيف يكون وطنه في النفوس؟ كلما وقفت أمام تلك العبارة ازدادت حيرتي، وتشكلت علامات استفهام كبيرة في رأسي حول هذا الوطن! كنت أصغر من أن أفسر جملاً تحمل معاني كبيرة، ولكن حبُّ وطني بداخلي كان أكبر من جملة تعبيرية تزين بها الجدران.كبرت قليلاً.. كنا في الفصل، وكانت معلمتي تردد: وطني، فنكمل من ورائها: "لو شغلت بالخلد عنه، نازعتني إليه في الخلد نفسي." فحفظتها، ونسختها، وألقيتها في حفلات أمام الحضور، وكنت كل صباح أقف في طابور المدرسة، أردد النشيد الوطني، ويأتيني شعور غامض لا أعرف اسمه كلما هتفنا: "قطر ستبقى حرة تسمو بروح الأوفياء". واليوم كبرت.. واكتشفت ما معنى أن يكون وطني خالداً. أن يكون حباً خالداً ومجداً خالداً. أن يكون نهراً معطاءً، وبحراً زاخراً، وحضناً آمناً يطوقني بين ذراعيه. تعلمت كيف أسمي ذاك الشعور الذي لم يفارقني كلما أنشدنا كلمات في حب قطر. إنه الانتماء، إنه الاعتزاز والفخر، والرضا عن وطن إن أفنيت حياتي في خدمته فلن أرد له جزءاً يسيراً من جميله. هو معجم من مفردات المحبة والولاء والوفاء، جميعها تساوي كلمة واحدة، بثلاثة أحرف: قطر. مضت بي السنون، وتغيرت وتيرة الحياة، تقلبت الطقوس وتبدلت الأحوال، ولم يبقَ شيء كما كان. وها أنا أقف لأرى هذا الزمن يجري، ويطمس ملامح الماضي، فلا يبقى منها إلا ملمح واحد، لن يطمسه الدهر مادامت الحياة باقية، إنه حب الوطن الخالد في النفس.