20 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة من صديق مقدسي

11 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قبل أيام وصلتني رسالة عبر (الإنترنت) من صديق مقدسي، تفيض كلماتها غضبا، يتحدث فيها عن ما تعانيه القدس والعائلات المقدسية من وحشية سلطات الاحتلال، وعاتبا على وسائل الإعلام لعدم تطرّقها بالكلمة والصورة للهمجية والاستهتار الذي يمارسه الجنود ضد شبان المدينة صغارا وكبارا . الرسالة كما أحسست بعد قراءتها عدة مرّات، تفيض بالحزن ويقطر من بين سطورها ألم ووجع لا تطيقه الجبال، حيث يقول وكأنه غير مصدّق لما يتعرض له أهل المدينة المقدّسة من إذلال وقمع ووحشية، "مع أنه يعيش اللحظة كل يوم"، كيف أن الجنود ينهالون عليهم بالضرب والصفع والركل بأقدامهم، وما يسمعونه من كلمات فيها إهانة للإسلام، ناهيك عن الشتائم البذيئة، وحتى أمام أفراد العائلة أن كان بينهم نساء وصبايا دون وازع من أخلاق.وتقول الرسالة إن ابنه تم اعتقاله عندما اقتحمت دورية إسرائيلية شاهرين أسلحتهم، صباح يوم بارد، منزله دون سابق إنذار. ويضيف صديقي المقدسي في رسالته أنه اعترضهم محتجا، فتعرض للإهانة وللرّكل بطرقة مهينة، بينما كان يخبرهم أن ولده لم يخرج إلى الشارع بعد، فما كان من أحد الجنود إلاّ أن يضع أذنه على صدر الولد فسمع نبضات قلبه تتسارع، فقال لوالده أنه كان في الشارع وقذفنا بالحجارة وفرّ هاربا فلاحقناه إلى هنا، فكبّلوا يديه بالقيد البلاستيكي، وانتزعوه بالقوّة من بين يدي والده وهو يدفعهم عنه بكل ما أوتي من قوة.كما تقول الرسالة: "نحن نعيش حياة أقسى من الموت، تحت وطأة الإذلال اليومي غير المسبوق"، ويجري ذلك تحت تعتيم صحفي وإعلامي خطير، ويتساءل قائلا "لو كنت مكاني يا صديقي أو غيرك من الآباء العرب، ماذا ستفعل وكيف سيكون شعورك؟والرسالة المليئة بقصص واقعية أليمة،عمّا تتعرض له العائلات المقدسية، وما يواجهونه من تعسّف وإذلال، تقول عن عائلة مقدسية أخرى اعتقل ابنها من منزل العائلة في حي قريب من المسجد الأقصى، فاعترضت والدته المسنّة طريقهم فدفعوها بقوة وأسقطوها أرضا وهي تبكي وتولول خوفا على ابنها الوحيد، فمسك أحد الجنود يد ابنها وقال لها إن يده معفّرة بتراب الحجارة التي كان يرميها على المستوطنين والجنود في ساحة الأقصى قبل ساعات. لم تنته الرسالة بعد، حيث تشير إلى أحكام غريبة يتعرض لها الشبان المقدسيون بعد الإفراج عنهم بمنعهم من العودة إلى بيوت أهليهم في القدس لمدد مختلفة قد تبلغ أشهرا، بمعنى الإبعاد القسري عن مدينتهم إلى خارج حدودها، وتتم المراقبة عبر جهاز "مجس إلكتروني" مربوط بساعد اليد ومتصل بدوائر الشرطة عبر شاشة تلفزيونية صغيرة تراقب تحركات الشباب على مدار الساعة، وتصل أساليب العدو الصهيوني وهو يتفنن بتعذيب المعتقلين الصغار إلى حد إرغام ذويهم تقديم تعهدات بألاّ يشارك أبناؤهم بالتظاهر، ولا يقوموا بقذف الجنود والآليات العسكرية بالحجارة، كشرط للإفراج عنهم. وقبل أن ينهي صديقي المقدسي رسالته، يقول إنه "يجري تنفيذ مخطط متصاعد للاستيلاء على بيوتنا وأرضنا في القدس وبخاصة في البلدة القديمة،عن طريق فرض ضرائب باهظة علينا، لا نستطيع سدادها، ويفتعلون لنا قضايا مفبركة ومخالفات مزعومة، ويتم جرجرتنا إلى المحاكم الإسرائيلية، التي لا تسمح عادة للصحافة حضورها.. وتستطرد الرسالة أن هناك طبيبة مقدسية، تتعرض للطلب والاعتقال بشكل متكرر، ويتم ممارسة الضغوط الشديدة عليها من أجل التنازل عن أملاكها.لذلك يقول المقدسي في ختام رسالته: "نحن نتوجه بالنداء إلى كل الدول العربية والإسلامية، وكل الشعوب والقوى السياسية، أن يلتفتوا إلى مجزرة التهويد التي تجري بحق القدس والمقدسيين، ونناشد كل المسلمين في العالم أن يلتفتوا إلى أقصاهم الذي باركه الله من فوق سبع سماوات، وأن يغيثوا حرائر الأقصى اللواتي يستصرخن صباحاً ومساءً، وامعتصماه...، نحن سئمنا الخلافات، وسئمنا الشعارات، وسئمنا السفسطة السياسية التي لم تثمر إلّا مزيداً من الضعف للمسلمين، ومزيداً من القوة للعدو الصهيوني "...(انتهت الرسالة، وانتهيت أنا من الكلام) ...وإلى الخميس المقبل.