13 نوفمبر 2025

تسجيل

حماس وإيران... إعادة قراءة الموقف الإقليمي

11 ديسمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); منذ بداية العام 2014 وحتى قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في يوليو الماضي بدأت حركة حماس جهود إنعاش علاقاتها مع إيران، وقد بدت الحركة للجميع أنها وقعت في مأزق بسبب موقفها من النظام السوري ودعمها للثورة ضده.ورغم أن حماس لم تنكر للنظام السوري وقوفه معها في السابق واستضافته لمكتبها السياسي وتقديمه الكثير من التسهيلات لها، إلا أن ذلك لم يمنع الحركة التي ترفض الظلم الاحتلالي في فلسطين أن ترفض ظلم النظام الأسدي للشعب السوري واختارت الحركة الشعبية أن تقف إلى جانب خيارات الشعوب وبدا ذلك موقفا أخلاقيا ويظهر قدرا عاليا من استقلالية قرار الحركة التي لطالما اتهمت بالارتماء في الأحضان الإيرانية والسورية، بل اتهمتها دول عربية بالتحول من المذهب السني إلى الشيعي.قرأت حماس الموقف جيدا ورغم أن الحركة نأت بنفسها عن أي خلاف داخلي في البلدان العربية إلا أن الربيع العربي بدا أكثر من حراك داخلي أو عمل بسيط في دولة أو أخرى، لقد بدا موجة تعصف وتبشر بتغيير كبير وإيجابي في كل المنطقة ومن هنا اتخذت الحركة موقفها.بالتأكيد أن هذا الموقف لم يعجب الداعم الإيراني وبالتأكيد أن الحركة واجهت ضغوطا كبيرة، إلا أنها لم تغير موقفها وهو ما يحسب لها من ناحية استقلالية القرار. كذلك كانت حسابات الحركة ترى بديلا في التجمع السني الداعم للربيع العربي والمكون من قوى إقليمية، كمصر وتركيا وقطر، ومن هنا فإن إيران الداعمة حتى النهاية لنظام الأسد وفق التقارير قد أوقفت دعمها لحماس.لكن تعثر الربيع العربي وعزل الرئيس مرسي في مصر وترنح الثورة السورية وتشرذم ثوارها بين تنظيم الدولة والجيش الحر وقوى أخرى وتبعثر أوراق الربيع العربي اليافعة في ليبيا وتونس واليمن أدى لخلط الأوراق مجددا.لا يغيب عنا في هذا الواقع أن إسرائيل لم تزل متربصة بغزة وبحماس وشنت عليها حربا خلال فترة نشوة الربيع العربي في 2012 كان أثر الدعم الإيراني لحماس فيها ما زال ظاهرا، أما بعد هذه الحرب بعامين شنت إسرائيل حربها الثانية في 2014 والمحيط العربي، خاصة في مصر غير راغب بحركة حماس في ظل علاقة مقطوعة أو مجمدة مع إيران وكذلك الحال مع سوريا ومع مرور الأيام تسود صورة حماس في عين النظام المصري، وتريد بعض الأطراف أن تصل الأمور إلى المواجهة المباشرة بين الطرفين.أول أمس أعلن عن زيارة رسمية لوفد قيادي من حركة حماس إلى إيران وهو وما يشير لوصول الجهود المبذولة لإعادة إحياء العلاقة إلى نقاط اتفاق. وهي خطوة جيدة على طريق إصلاح العلاقة قد تتحسن أكثر إذا ما سمعنا عن زيارة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى طهران وربما تكون الزيارة الحالية ممهدة لها.يمكن القول إن حماس في ظل ما يحيط بالقضية الفلسطينية من مخاطر بحاجة إلى إعادة تقوية علاقاتها مع إيران من جهة ومع كل القوى الأخرى الداعمة للقضية الفلسطينية، خاصة أن الأيام السابقة أثبتت أن عددا من الداعمين للمقاومة الفلسطينية لا يستطيعون سوى تقديم الدعم الإنساني للمواطنين وهو مهم جدا، لكنه غير كاف لحركة مقاومة.لا تحتاج حماس إثباتا لاستقلالية قراراها، فالفترة السابقة أثبتت ابتعادها عن الارتهان لأي محور، كما أثبتت في الوقت نفسه مدى حاجتها للدعم الخارجي.تأتي الزيارة في توقيت حساس ومهم، إذ إنها من الممكن أن تكون رسالة واضحة بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن وجود استعداد لتحالف دول عربية مع إسرائيل من أجل القضاء على حماس.تبقى الإشارة إلى أن الكرة تبقى في الملعب الإيراني وحساباته الأكبر من حماس على أهميتها وبالتأكيد ستلقي العلاقة الإيرانية مع الغرب بظلالها على العلاقة مع حماس.في السابق قدمت إيران الدعم لحماس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي رغم الاختلاف المذهبي فيما لم تفعل ذلك دول عربية وقد أثبتت الحرب الماضية على غزة أن دولا عربية قدمت أولوية الخلاف مع الحركات الإسلامية على الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم.لقد فعلت حماس حسنا، إذ تحاول إصلاح علاقاتها مع إيران وغيرها وحتى مع مصر وغيرها، يبقى على حماس أن تقدم كل ما في وسعها لتحافظ على نقاء الصورة الفلسطينية المقاومة والموجهة فقط ضد الاحتلال والتي ينبغي على الكل دعمها وإسنادها وتعمل ما عليها وفق قاعدة تفويت الفرص على أي طرف يحاول النيل منها.في حال استطاعت الحركة أن تعيد علاقاتها مع إيران التي تستفيد أيضاً على كل الأحوال، فإن هذه خطوة تحسب للحركة وتدل على قراءتها الجيدة للموقف الإقليمي وعدم تكلسها وقدرتها على استدراك المقاربات.