12 سبتمبر 2025
تسجيليحتارُ البعض كيف يصلُ البعض الى ما يريده البعضُ من الناس والأغلبية الساحقة من الناس لمنصبٍ ممتاز. او كيف ارتقى بعضُ الناس أصحاب المعدل العادي والهيئة العادية والمستوى المعيشي العادي و"اسم العيلة" العادية لما يطمحون له. فيقول البعض حيرةً واندهاشاً احياناً - لو احسنا الظن - وحسداً احيانا اخرى لو اسأناه: "أنا ما أفهم هالانسان شوصله؟ حد ممكن يشرح لي يا جماعة" وهو يضرب كفه اليمنى باليسرى معتصرا. " يا أخي ماله داعي تنقهر"، هناك بعضٌ من الناس يدركون كيف تسير امور الناجحين فاحسنوا المسير، والبعضُ الآخر غرق في جهله حتى تكالبت عليه التساؤلات اندهاشاً وحيرةً لنقل، لا حسدا وغيرة. فلم يغض البعض طرفهم عن المفاتيح الذهبية - كما يسميها البعض - للنجاح. فذلك البعض الناجح الذي نجح في الوصول أيما نجاح، وما كان ليردد قول ابي الطيب "ما كلُ ما يتمناه المرءُ يدركهُ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" ليُعزي بعضهُ ببعضه. بل كان عالي الهمة، صلب المراس، قوي الشكيمة، يشحذ الارادة. فاعتلى على قهر الزمان، وبلغ ماتمنته نفسهُ من منصب ومكان. لو طلبتُ من ذلك البعض المندهش ان يجمع البعض الناجح في مكان واحد وان يجروا عليهم ابسط عمليات الجبر، اخراج العامل المشترك الاكبر بينهم، سيجدون ان العامل قد تجلى في صفة تحوم حول الكلمة. تفنن العلماء والادباء والمتخصصون في الوصف، الا ان جميع الصفات تصبُ في نفس المصب. "اش هالمصب اللي ماسمعنا عنه" يقولون؟؟ متابعين الحيرة والاندهاش. فأقول: كل مهارة لاتقان الكلمة، لنسميها: فن الخطابة، او ان تكون انسانا مُفوهاً، او ان تكون صاحب ذكاء كلامي ولغوي عالٍ، او ان تكون مؤثرا مبدعا في كتابة الكلم.. ونحو ذلك. "اش هالخربطة والتفلسف الزايد؟" ما علموا ان هذه "الخربطة والتفلسف الزايد" كما يسميه البعض اكبر سر للبلوغ والوصول وتحقيق الغاية. كيف يندهش البعض من هذه الصفة وهم يعلمون جيدا ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يدع الى الاسلام الا بالكلمات، فأخرجنا بها من ضيق الجهل الى نور الحياة. كيف يندهش البعض وهم يعلمون حتما ان بالكلمات المؤثرة تغيرت حضارات وقامت حضارات اخرى، بالكلمات الدفاقة تغير مجرى تاريخ تليد ما كان ليتغير. من منا يستطيع ان ينسى خطبة مارتن لوثر كينغ حينما هز العالم وهو ينشد "لدي حُلم" وكأن العالم بأسره ينشد الشيء نفسه من بعده. من منا يستطيع ان يصم السمع عن "وامعتصماه" من تلك المرأة أو من منا يستطيع ان يتجاهل "وا إسلاماه" للأسد الضرغام القائد قطز؟! "yes we can من منا اليوم لا يعرف كتاب القرني "لاتحزن"؟! أو من منا ينسى خطاب اوباما: " ومن من بعضنا ينكر بلاغة كاتب الرقاع محمد بن ابي عامر حتى بلغ مبلغه ليكون الحاجب المنصور. او من منا ينكر وصول هتلر من العدم الى سُدة الحكم لولا مهاراته الخطابية والكلامية! اقتنع البعض من سر نجاح ذلك البعض، الا ان هناك من البعض المُقتنع من لا يملك الهمة والعزيمة لتنمية مهاراته الكلامية. ف "شلون يا بعض" ستصلون الى المآرب والعزيمةُ قد شُلت. اللهم إنا نسألك همة وعزيمة ترفع مقامنا في الدنيا والآخرة.