14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسد: فنون الإنكار والجنون

11 ديسمبر 2011

لن يجدي الرئيس الأسد نفعاً الاحتماء بحلفاء خارج خط الأفق! بلغ عدد القتلى الذين أذهقت أرواحهم قوات الأمن السوري والقوات المسلحة والشبيحة ما يناهز الأربعة آلاف قتيل، ومع ذلك لا يزال الرئيس السوري يستخدم استراتيجيات المماطلة، والزيف والتضليل الإعلامي، والاستمرار في استهداف المدنيين وعشاق الحرية، والمطالبين بتغيير أنظمة وهياكل النظام العتيق وتنحي القائد الذي يقتل شعبه عشية وضحاها.. لقد بذلت جامعة الدول العربية جهوداً مضنية ومستمرة بهدف وقف نزيف الدم الذي لون شوارع حماة وحمص ودرعا وجل المدن والبلدات، وأرياف دمشق، ومع ذلك استمرت الآلة السورية الغاضبة من الثوار والثورة، في القتل والتنكيل والتسويف والمماطلة، دون أن يقدم النظام السوري رداً مقبولاً لدى الجامعة العربية التي لا تزال تنتظر ردوداً نهائية ومقنعة بشأن البروتوكول والمراقبين، الذين كان من المفترض أن يكونوا شهوداً على ما يجري في القُطر السوري، وعلى ادعاءات النظام بأن هناك قوى إرهابية تؤجج النزاع وتقتل المدنيين وقوات الأمن السوري.. الحديث الذي أجرته قناة "أي بي سي" الأمريكية الأسبوع الماضي مع الرئيس السوري بشار الأسد تعرض أيضا لحالات إنكار من الرئيس الأسد. تأمل الاقتباسات التالية: "نحن لا نقتل شعبنا.. ليس من حكومة في العالم تقتل شعبها، إلا إذا كانت تحت قيادة شخص مجنون". "أنا لست مسؤولاً عن إراقة الدماء التي جرت على مدار تسعة أشهر.. إنها تجاوزات نفذها أفراد وليس نظامه". "إن قوات الأمن تابعة للحكومة وليس لي شخصياً.. أنا لا أملكهم.. أنا الرئيس، ولا أملك البلاد، ولذا فهي ليست قواتي". ومع أن الحديث أجرته الإعلامية المخضرمة باربرا وولترز، وشاهدته الجماهير بالصوت والصورة، إلا أن الناطق الرسمي باسم الحكومة أطل على الإعلاميين في مؤتمر صحفي ليعلن مراراً أن الحديث قد تم اجتزاؤه ولم يبث كاملاً. حالات الإنكار والمماطلة لن تجدي الرئيس الأسد في الإفلات من المساءلة والعقاب في ظل حالات الاستقطاب الدولي الحالية التي ترتسم في الآفاق. -الجامعة العربية، والمجلس الوزاري، سيواصلان الجهود من أجل حماية المدنيين السوريين، ووقف نزيف الدم. - تركيا، حليف الرئيس الأسد بالأمس القريب، أعلنت على لسان وزير خارجيتها: "إن بلاده لا تستطيع أن تبقى متفرجة إذا وجدت أن مواجهة الأمن السوري للانتفاضة ستهدد الأمن في المنطقة". - وعلى الصعيد الدولي دعا مجلس الأمن الدولي المفوضية العليا لحقوق الإنسان لتقديم إحاطة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية بعد غد الثلاثاء.. - التحرك الدولي في مجلس الأمن أيدته معظم الدول ما عدا روسيا والصين والبرازيل.. وهي خارج خط التماس وخط الأفق الدولي.. فعلى الرئيس الأسد أن يتنحى طوعاً عن السلطة حفاظاً على ما تبقى من بلاده التي تنشد الكرامة وإنسانية الإنسان ولن تجديه فتيلاً فنون الإنكار والجنون والاحتماء بحلفاء خارج خط الأفق المدلهم..